الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ }

{ أو لا يَروْنَ } أى المنافقون، وقرأ حمزة ويعقوب أولا ترون بالفوقية خطاب للمؤمنين، وقرأ ابن مسعود والأعمش أو لا ترى خطابا للنبى صلى الله عليه وسلم، أو لكل من يصلح للخطاب، وعن الأعمش أو لم تروا، وعنه أو لم تر { أنَّهم يُفْتنُون } يختبرون { فى كُلِّ عامٍ مَرةً أو مرَّتيْنِ } بأصناف البلايا كالجوع والقحط والمرض، وقال الحسن، وقتادة بالأمر بالجهاد، فيحضرون الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيعاينون ما يظهر عليه من الآيات والنصر، وقيل بإظهار الله سبحانه وتعالى نفاقهم، قيل هذا أولى مما ذكر. ومن قول بعضهم بأنهم يؤمنون ثم ينافقون، ومن قول بعض بأنهم يعاهدون وينقضون، ويخبر الله نبيه بالنقض، ويعاهدون ينقضون لمناسبته لما تقدم، كأنه قال أفلا يزدجرون مع افتضاحهم، فيعلمون أن أمر محمد حق من الله، وعن حذيفة رضى الله عنه يفتنون بما يشيعه المشركون على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأكاذيب. { ثم لا يتُوبُونَ } عن نفاقهم ونقض العهد { ولا هُم يذَّكَّرونَ } يعتبرون.