الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلسَّابِقُونَ ٱلأَوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنْصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }

{ والسَّابقُون الأوَّلونَ } مبتدأ وخبر، أى السابقون بالخير هم الأولون، أو مبتدأ أو نعت، والخبر رضى الله عنهم { مِنَ المهاجرينَ والأنْصارِ } أما السابقون من المهاجرين فالذين صلوا إلى القبلتين، وأما من الأنصار فأهل بيعة العقبة الأولى، وهم سبعة، وأهل العقبة الثانية وكانوا سبعين، والذين آمنوا حين قدم عليهم فى المدينة أبو زرارة مصعب بن عمير، علمهم القرآن. وقيل أهل العقبة الأولى وهم ستة، والثانية وهم اثنا عشر، وقيل أحد عشر، والثالثة وهم سبعون منهم البراء بن معرور، وعبد الله ابن عمرو، وابن حزام، وسعد بن عبادة، وسعد بن الربيع، وعبد الله ابن رواحة، أما الستة فأبوا أمامة سعد بن زرارة، وعوف بن الحارث ابن رفاعة، وهو ابن عفراء، ورافع بن مالك بن عجلان، وقطبة بن عامر بن حديدة، وعقبة بن عامر بن نابى، وجابر بن عبد الله بن رباب، وليس بجابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام، ومنهم من يجعل فيهم عبادة بن الصامت، وبعضهم يجعله بدل جابر، واعدوه أن يرجعوا إلى عشائرهم ويدعوهم إلى الإسلام بعد أن يصلحوا ذات بينهم ليجتمعوا عليه، وقد كانت قبل عامهم ذلك حرب، وأن يرجعوا العام القابل فلم تبق دار إلا وفيها ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولقيه فى القابل اثنا عشر، وهم أصحاب العقبة الثانية، وهم الستة إلا جابر ومعاذ بن الحارث بن رفاعة، أخو عوف، وذكر أن ابن عبد قيس الزرقى، وعبادة بن الصامت، وأبو عبد الرحمن يزيد بن ثعلبة، والعباس بن عبادة، وهم من الخزرج، وأبو الهيثم بن التيهان بإسكان التحتية، وقيل بتشديدها من بنى عبد الأشهل، وعويم بن ساعدة، وهما من الأوس، وكان أسعد يجتمع بمن أسلم فى المدينة، وكتب إليه الأوس والخزرج أن ابعثوا إلينا من يعلمنا القرآن، فبعث إليهم مصعبا، وقيل كتب إلى مصعب بهم أن يجتمع بهم، وبايعه الاثنا عشر كبيعة النساء بعد، وعلى السمع والطاعة، فى العسر واليسر، والمنشط والمكره، وقبول تفضيله غيرهم عليهم، وعدم منازعة الأمر أهله، والقول بالحق بلا خوف لوم لائم وأظهر الله الإسلام بهم فى المدينة. وكانت الجمع فى الصلاة بأربعين رجلا، أسلم بيد مصعب كثير منهم سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وأسلم بهم جميع بنى عبد الأشهل فى يوم واحد إلا عمرو بن ثابت، فأسلم يوم أحد واستشهد ولم يسجد سجدة، وأخبر صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة، ولم يكن فى بنى عبد الأشهل، ففى العام الثالث، وأهلها سبعون رجلا، وقيل وامرأتان، وقيل يريدون رجلا أو رجلين. وقال ابن إسحاق ثلاثة وسبعون وامرأتان، وقال الحاكم خمسة وسبعون منهم ثلاث نسوة، وأول من بايع البراء بن معرور، وقيل أبو الهيثم، وقيل أسعد بايعوه يومئذ على منعه مما يمنعون أهلهم، وعلى حرب العرب والعجم، وحضر هذه العقبة العباس يتوثق له صلى الله عليه وسلم، وكان على دين قومه، وذلك ليلا.

السابقالتالي
2 3 4 5