الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـٰئِكَ مِنكُمْ وَأْوْلُواْ ٱلأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }

{ والَّذينَ آمنُوا مِنْ بَعْدُ وهاجَرُوا وجاهَدُوا معَكُم فألئكَ منْكُم } من جملتكم معشر المهاجرين والأنصار، هم الذين جاءوا من بعد من سبق إلى الهجرةيقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان } وهم الذين هاجروا بعد صلح الحديبية، وهى الهجرة الثانية إذا حسبت هجرة الأولين، وهجرة أصحاب الهجرتين واحدة، وهم دون الأولين وأصحاب الهجرتين، أخبر الله أنهم منكم لئلا يهاون بهم وليرغبوا، وذلك أن الحرب وضعت أوزارها نحو عامين قبل الفتح، فكانت أقل رتبة من الهجرة بعدها، كما يدل عليه استحقاق بلفظة مع، وبلفظ منكم، لكن قد تضاف مع إلى التابع. وقيل المراد من بعد نزول الآية، " وقيل من بعد غزوة بدر، والصحيح ما مر، ولا هجرة بعد فتح مكة، لقوله صلى الله عليه وسلم " لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية " وقدم سهيل بن عمرو، وصفوان ابن أمية، ورجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم من مكة فقال " ما جاء بكم؟ " قالوا سمعنا أنه لا يدخل الجنة إلا من هاجر، فقال " إن الهجرة قد تقطعت ولكن جهاد ونية حسنة " ثم قال أقسمت عليك أبا وهب - يعنى صفوان بن أمية - لترجعن إلى أباطح مكة ومن كان فى بلد يخاف فيه على إظهار دينه وجب عليه أن يهاجر إلى بلد لا يخاف فيه " وهذا مراد الحسن بقوله إن الهجرة باقية إلى يوم القيامة، بل قد صرح إن الهجرة المنسوخة الهجرة التى كانت مع النبى صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، ومن قال بوجوب الهجرة بعد الفتح أنه يأمن على دينه، فهو فى البراءة، ومن أخذ المشركون وطنه جاز له القعود فيه معهم ما أمن على دينه فيه، ولو سافر ورجع ما لم ينزعه، ولا يجوز السفر إلى أرض الشرك، وهى الأرض التى سكنها المشركون وتغلبوا عليها، وكان الحكم فيها إلا لقتالهم أو دعائهم، ورخص بعضهم فيها ما دام يأمن على إظهار دينه لما مر عن الحسن، فلا تكون دار شرك، ورخص بعض العمانيين ما دام يتوصل إلى دينه سراً. وعن الحسن، " عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تساكنوا المشركين ولا تجامعوهم، فمن ساكنهم أو جامعهم فأنا برئ منه " وبعث سرية إلى ناس فى خثعم كانوا فيهم، أو لجئوا إليهم، فلما رأوهم استعصوا السجود فقتل بعضهم، فبلغ ذلك النبى صلى الله عليه وسلم فقال " أعطوهم نصف العقل إلا أنى برئ من كل مسلم مع مشرك فى داره " قيل لِمَ يا رسول الله صلى الله عليك وسلم؟ قال " لا ترى نارهما إلا عن حرب إلا صاحب جزية مقر بها "

السابقالتالي
2