الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ ٱللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

{ وإنْ يُريدُوا } أى الأسرى { خِيانَتكَ } أى نقض العهد، أو المكر بك، أو منع الفداء { فَقدْ خانُوا اللهَ مِن قَبلُ } ذلك بالكفر، ونقض الميثاق المأخوذ عنه بإيضاح الآية حتى أدركوا بعقولهم إدراكا صار كعهد مقرر { فأمْكَن منْهُم } ببدر المؤمنين، فإن أعادوا الخيانة فسيمسكنك منهم، وقوله { فقد خانوا الله } الخ نائب عن الجواب، وتقدير الجواب وإن يريدوا خيانتك فلا تبالى بهم أو نحو ذلك. { واللهُ عليمٌ } بما ظهر وما بطن { حَكيمٌ } فى كل شئ، ومن حكمته الثواب والعقاب، و الإمكان من الكفار إظهارا للدين، وجعلهم أسى فى أيديكم. وتفسير الآية بقصة عبد الله بن أبى سرح كما فعل قتادة، لا يصح إن أراد أنها نزلت فى شأنه، لأنه قبل الفتح وقصته بعده إلا إن أراد التمثيل به، " وذلك أنه كان يكتب للنبى صلى الله عليه وسلم، ثم ارتد ولحق بالمشركين بمكة، فقال والله ما كان محمد يكتب إلا ما شئت، والآية نزلت كما تلفظ به، وسمع بذلك رجل من الأنصار، فنذر لئن أمكنه الله منه ليضربنه بالسيف، فلما كان يوم الفتح، جاء به رجل من عامة المسلمين كانت بينهما رضاعة، فقال با نبى الله هذا فلان أقبل تائبا نادما، فأعرض عنه، فلما سمع به الأنصارى أقبل متقلدا سيفه، فطاف به ساعة، ثم إن نبى الله قدم يده فبايعه، قال " أما والله لقد انتظرتك لتوفى نذرك " فقال يا رسول الله هيبتك والله منعتنى، فلولا أومضت إلىَّ، قال " إنه لا ينبغى لنبى أن يومض إنما بعثت بأمر علانية ".