الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ إِحْدَى ٱلطَّآئِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ ٱلشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ ٱلْكَافِرِينَ }

{ و } اذكروا { إذ يَعِدُكم } وقرأ مسلمة بن محارب بإسكان دال يعدكم، قال أبو الفتح لتوالى الحركات { اللهُ إحْدَى } وقرأ ابن محيصن بوصل همزة إحدى فيما ذكر عنه، ولا وجه له، ولعله لم يكن الهمزة فتوهم الراوى أنه وصلها { الطَّائِفَتيْنِ } طائفة أبى سفيان مع العير، وطائفة أبى جهل مع النفير { أنَّها لَكُم } بدل اشتمال من المفعول الثانى وهو أحدى. قال عبد الرحمن الثعالبى فى الأنوار فى آيات النبى المختار، عن ابن عباس لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبى سفيان مقبلا من الشام، ندب المسلمين إليهم وقال " هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها " فانتدب الناس، فخف بعضهم وثقل بعضهم، وذلك أنهم لم يظنون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى حربا، وكان أبو سفيان حين دنا من الحجاز بتجسس الأخبار، ويسأل من لقى من الركبان تخوفا، حتى أصاب خبرا من بعض الركبان أن محمداً استنفر أصحابه إليك، فحذر عند ذلك، فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفارى إلى مكة يستنفر قريشا إلى أموالهم، ويخبرهم أن محمدا قد عرض لها فى أصحابه، فخرج ضمضم سريعا إلى مكة. وكانت عاتكة بنت عبد المطلب قد رأت قبل قدوم ضمضم مكة بثلاث ليال رؤيا أفزعتها فقالت لأخيها العباس يا أخى والله لقد رأيت رؤيا أفزعتنى وخفت أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة، فاكتم عنى ما أحدثك، فقال لها وما رأيت؟ قالت رأيت راكبا أقبل على بعير له حتى وقف بالأبطح، ثم صرخ بأعلى صوته ألا انفروا يا آل غدر لمصارعكم فى ثلاث، فاجتمع الناس إليه، ثم دخل المسجد والناس يتبعونه، فبينما هم حوله مثل به بعيره على ظهر أبى قيس، فصرخ بمثلها، ثم أخذ صخرة فأرسلها، فأقبلت تهوى حتى كانت بأسفل الجبل ارفصت، فما بقى بيت ولا دار بمكة إلا دخلتها فلقة منها، قال العباس والله إن هذه لرؤيا وأنتِ فاكتميها ولا تذكريها لأحد. ثم خرج العباس، فلقى الوليد بن عتبة بن ربيعة، وكان له صديقا فذكرها له واستكتمه إياها، فذكرها الوليد لأبيه فغشى الحديث حتى تحدثت به قريش، قال العباس فغدوت لأطوف بالبيت وأبو جهل فى رهط من قريش قعود يتحدثون برؤيا عاتكة، فلما رآنى أبو جهل قال يا أبا الفضل إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا، فلما فرغت أقبلت حتى جلست فقال لى يا بنى عبد المطلب، متى حدثت فيكم هذه النبية؟ قلت وما ذاك؟ قال تلك الرؤيا التى رأت عاتكة، فقلت وما رأت؟ فقال يا بنى عبد المطلب أما رضيتم أن يتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم، قد زعمت عاتكة فى رؤياها أنه قال انفروا فى ثلاث فستنربص بكم هذه الثلاث، فإن يكن حقا ما تقول فسيكون، وإن تمض الثلاث ولم يكن من ذلك شئ نكتب عليكم كتابا أنكم أكذب أهل بيت فى العرب.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8 9 10  مزيد