بدا يوم بدر وهو كالبدر حَوله كواكبُ فى أفْق المواكب تتجلى وجبريلُ فى جُند الملائك دونه فلم تغْنِ أعداد العدو المخذلى رمى بالحصى فى أوجه القوم رميةً فشرَّدهم مثل النعام المجفَّل وجادلهم بالمشرفىّ فسلَّموا فجادله بالنَّفس كل مجدل عبيدةُ سَل عنْهم وحمزة واسْتَمع حديثهم فى ذلك اليوم من عَلى هم عتبُوا بالسَّيف عتبة إذ غدا فذاقَ الوليدُ الموتَ ليس لَه ولى وشيبةُ لما شابَ خوفاً تبادرت إليه العوالى بالخِضَاب المعجَّل وجال أبو جَهْل فحقق جهله غداة تردَّى بالرَّدى عن تذلل فأضحى قليباً فى القليب وقومه يؤمُّونه فيها إلى شر منهل وجاءهُم خير الأنام مُوبخاً ففتَّح من أسماعهم كل مقفل وأخبر ما أنتم بأسْمع منْهم ولكنَّهم لا يهتَدون لمقْوَل سلُوا عنْهم يومَ السَّلا إذ تضاحَكُوا فعادَ بكاءً عاجلا لم يؤجَّل ألم يعلَموا علم اليقين بصدْقِه ولكنَّهم لا يرجِعُون لمعقل فيا خيْرَ خَلق اللهِ جاهكَ مُلجئٌ وحبُّك ذُخْرى فى الحساب وموئلى عَليك صلاةٌ يشْمَل الآل عرفها وأصْحابك الأخْيار أهل التفضُّل | | |