الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله فَإِنِ انْتَهَوْاْ فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }

{ وقَاتلُوهُم حتَّى لا تَكُون فِتْنةٌ } قال ابن عباس، وابن عمر شرك، وقال ابن إسحاق فتن أحد عن دينه كما كانت قريش تفتن بمكة من أسلم كبلال، وقال الحسن بلاء، وعلى الأول يخصص أهل الكتاب، فإنه تقبل عنهم الجزية، كما يخصص قوله " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله " أى وأنى رسول الله، وكان عمر يأخذ ممن دخل من العرب فى دين أهل الكتاب ضعف ما يأخذ فى الزكاة عن المسلمين، وعليه العامة، وكان علىّ، وابن سلام يريان قتلهم ويقولان الآية فى مشركى العرب. { ويَكونَ الدِّينُ كلُّه لله } بأن يضمحل عنهم أديان الشيطان، فلا يبقى فيهم إلا دين الله فلا يرى دين ينسب لغيره، وحينئذ لا شركة له فى الدين، وأما قبل ذلك فقد شاركه الشيطان فى مطلق الدين، وكان له دين الكفر، أو الدين الطاعة والعبادة. { فإن انْتَهوْا } عن الكفر والمعاداة { فإن الله بما يعْملونَ بَصيرٌ } فيثيبهم به، وقرأ يعقوب، وسلام بن سليمان تعملون بالتاء الفوقية، خطاب النبى صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أى أجازيكم على ما عملتم من الاجتهاد والدعاء إلى الإسلام، حتى انتهوا عن ظلمة الكفر والعداوة بسبب ذلك، فكما يثابون على الانتهاء، يثاب المسلمون فى تسببهم فى الانتهاء.