الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ لِيَمِيزَ ٱللَّهُ ٱلْخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ ٱلْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ }

{ ليميزَ اللهُ } وقرأ حمزة، والكسائى، ويعقوب، وقتادة، وطلحة بن مصرف، والأعمش، والحسن بضم الياء، الألى وفتح الميم وكسر الياء الثانية مشددة، وهو أبلغ { الخَبيثَ } الكافر { مِنَ الطَّيِّب } المؤمن، قاله ابن عباس، والسدى، وقيل الخببيث العمل الفاسد، والطيب العمل الصالح، واللام على القولين متعلقة بيحشرون أو يغلبون، فإن التمييز يكون بإلقاء الكافرين فى النار، وجزاؤهم على كفرهم، وبغلبتهم، وقال ابن سلام والزجاج الخبيث ما أنفقه المشركون فى عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والطيب ما أنفقه المسلمون فى سبيل الله، فتعلق اللازم بتكون وإن علقت بيتقون كانت للصيرورة. { ويجْعَل } الفريق { الخَبيثَ بعضُه عَلى بعضٍ فيرْكُمهُ } يجمعه ويضمه { جَميعاً فيجْعَلهُ فى جَهنَّم } أو يجعل المال الخبيث المنفق فى عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضه على بعض، ويجمعه ويضمه، ويجعله فى جهنم يعذب به منفقوه، قال صلى الله عليه وسلم " يخرج يوم القيامة من الأموال ما كان صدقة أو قربة، ثم يؤمر بغير ذلك فيلقى فى النار " قال الحسن إن الكفار يعذبون بذلك المال، أو يجعل الخبيث من الناس والمال بعضه على بعض، بأن يضم على كل كافر ما أنفق فى العداوة ليزيد به عذابه، ومن قال الخبيث العمل الفاسد، والطيب العمل الصالح قال معنى جعل الخبيث بعضه على بعض وركمه جزاء الكفار بأعماله وقربه بوبالها. { أولئكَ هُم الخَاسِرونَ } يعنى الذين كفروا، أو الذين أنفقوا، أو الخبيث لأنه مقدر بالفريق الخبيث، والمصدق واحد، والعبارة عبارة حصر، كأنه لكمال خسرانهم لا خسران إلا خسرانهم أنفقوا أموالهم ولم ينفعهم إنفاقها، إذ كانوا مغلوبين، وعوقبوا بالعذاب الدائم.