الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يِٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ }

{ يا أيُّها الَّذينَ آمنُوا إن تتقوا الله يجْعَل لَكُم فُرقاناً } فرقا بليغا بينكم وبين الكفار ينصركم عليهم نصرا يفرق بين المحق والمبطل، أو بيانا يظهر أمركم وينشر عزكم فى أقطار الأرض، تقول بات زيد يقرأ حتى سطع الفرقان أى الفجر، وقال مقاتل مخرج من الشبهات، وشرحا للصدور وتوفيقا، وعن مجاهد مخرجا عما تحذرون فى الدنيا والآخرة، ومثله لعكرمة، أو نصرا لأنه يفرق بين الحق والباطل، أو هداية تفرقون فيها بين الحق والباطل، وعن مجاهد حجة. { ويُكفِّر عنْكُم سيِّئاتكُم } ذنوبكم كبيرا وصغيرا يمحوها ويعاقبكم عليها { ويغْفِرْ لكُم } أى يسترها لا يفضحكم بها فى الدنيا ولا فى الآخرة، أو تكفيرها سترها وعدم الفضيحة بها، وغفرها محوها وعدم العقاب عليها، وقيل السيئات الصغائر، والتقدير ويغفر لكم ذنوبكم وهى الكبائر وقيل يكفر ما تقدم من السيئات مطلقا، ويغفر ما تأخر كذلك، وإن ذلك فى أهل بدر، وقد غفر لهم ما تقدم وما تأخر إلا من خص بدليل. { والله ذُو الفَضْل العَظيمِ } يقبل اليسير ويجازى عليه بما لا غاية له، ويغفو عن الكثير ولا يخلف الميعاد، وفى ذكر الفضل تنبيه على أن ما جعله جزاءً ليس فى الحقيقة جزاء مقابلا للتقوى مساويا لها، بل تفضل وإحسان، أو جعل الفرقان والتكفير والغفران جزاء للتقوى، وعنده الفضل العظيم لأهلها زيادة على الجزاء.