الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي ٱلأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

{ واذْكُروا } يا أيها الذين آمنوا { إذْ } مفعول به للفعل قبله، أو ظرف متعلق بمحذوف نعت لمفعول محذوف، أى اذكروا حالكم الكائنة والثابتة إذ { أنتُم قليلٌ مسْتضعَفُون فى الأرْضِ } أرض مكة وأرض المدينة، فإن المهاجرين قليل، وأهل المدينة قليل. { تخافُونَ أنْ يتخطَّفكُم الناسُ } باقى العرب والفرس والروم { فَآواكُم } تكفل بكم وحفظكم منهم { وأيَّدكُم } قوَّاكم { بنَصْره } يوم بدر على من قاتلكم نصرا متعديا إلى غيرهم، وقيل الخطاب للمهاجرين، استضعفهم كفار قريش وغيرهم، وخافوا أن يتخطفوهم فآواهم الله سبحانه إلى المدينة، أى ضمهم إليها، أو جعلها لهم مأوى يتحصنون به، وأيدهم بنصره بالأنصار وبإمداد الملائكة. وقيل الخطاب للعرب مطلقا، فإنهم كانوا أذلاء فى أيدى فارس والروم والترك وأعرى أجساما وأجوع بطونا، وأشدهم ضلالا، وأشقاهم عيشا، يوكلون ولا يأكلون فآواهم الله عز وجل بالنبوة والشريعة والنصر، وفتح البلاد، وغلبت الملوك، ورد هذا القول بأن العرب كانت وقت نزول الآية كافرة إلا القليل والبلاد غير مفتتحة، والملوك غير مغلوبة، نعم يصح ما ذكره بعد من أن الخطاب للعرب، والإيواء والنصر بيوم بدر، لكن باعتبار أنه إذا كانت هذه القوة والنصرة فى العرب المسلمين، ولو على العرب المشركين فهى لسائر العرب، عزلو علموا يتوصلون به إلى غلبة الملوك { وَرَزقَكم من الطَّيِّباتِ } الحلال مطلقا أو ما يستلذ من المآكل والمشارب والملابس، أو من الغنائم { لعلَّكُم } تعليل أو ترج مصروف إلى المخاطبين { تَشْكُرون } هذه النعم.