الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ذٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ ٱلنَّارِ }

{ ذَلكمُ } فالخطاب للكفار التفاتا من الغيبة فى { بأنهم شاقوا } والإشارة لما وقع من القتل والأسر، وهو مبتدأ محذوف الخبر، أى ذلكم واقع، أو ذلكم العقاب، أو خبر لمحذوف، أى الأمر ذلكم، أو العقاب ذلكم، أو مفعول لمحذوف، أى باشروا ذلكم، ومن أجاز عمل اسم الفاعل محذوفا أجاز أن يقدر عليكم ذلكم فهو مفعول لاسم الفعل وهو عليكم، ويجوز هذا التقدير على أن عليكم جار ومجرور خبر، وذلكم مبتدأ، و الفاء فى قوله { فذُوقوه } عاطفة إلا أن فى بعض هذه الأوجه عطف الطلب على الأخبار، والفعلية على الاسمية، فيخرج عن ذلك فى ذلك البعض بجعل هذا الاستئناف، ويجوز كون ذلكم منصوبا على الاشتغال، فتكون الفاء زائدة، والمراد بالذوق ملابسة ذلك، أو الإشارة إلى أنه يسير بالنسبة إلى ما أعد لهم فى الآخرة. { وأنَّ للكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ } عطف على ذلكم، أو فاعل لمحذوف، أى ووجب أن للكافرين عذاب النار لا مفعول معه، لأنه كما قال ابن هشام لا يكون إلا اسما صريحا، وأجاز غيره أن يكون مؤولا، فعليه يجوز أن يكون ذلك مفعولا معه، أى ذوقوا هذا العاجل مع ثبوت النار لكم فى الآخرة، وعن الحسن وإن للكافرين بكسر الهمزة على الاستئناف، أو لعطف الجملة بتمامها على الفعلية والاسمية قبلها، وإن أريد بالكافرين على القراءتين مطلق الكفار على العموم فعلى ظاهره، وإن أريد المخاطبون بالذوق ففيه وضع الظاهر موضع المضمر، ولزم منه الالتفات من الخطاب بالغيبة، لأن الظاهر من قبيل الغيبة، والأصل وإن لكم عذاب النار، ونكتة ذلك الدلالة على أن سبب العذاب فى الآخرة، أو سبب الجمع بين العذابين هو الكفر.