الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ إِذَا جَآءَ لاَ يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }

{ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ } من للتبعيض والمفعول محذوف أي ذنبا من ذنوبكم وهو ما قبل الاسلام فانه الذي يغفر بالاسلام ولا يؤاخذ به في الآخرة عند كثير ولو مات صاحبه منافقا او مرتدا ومن اجاز زيادة من في الاثبات والتنكير جعلها زائدة واعترض بانه يعمر اللفظ ما تقدم وما تأخر والاسلام انما يجب ما قبله والجواب انها تغفر جميعاً إن ماتوا على مقتضى الاسلام قيل أو من تبعضية لاخراج حقوق العباد قلنا حقوق الله أيضا بعد الاسلام لا تغفر إلا بالتوبة. { وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمىًّ } اجل الموت والتأخير اليه مشروط لا بأيمان والطاعة وقضى الله انه يهلكهم على رأس تسعمائة وانهم لا يؤمنون ولا يطعيون واخبر انهم ان آمنوا واطاعوا غفر لهم واخراجا لهم الى تمام الف سنة وهذا كما يقول لمن سبق في علمه انه شقى ان أطعتني أدخلتك جنتي وفائدته الاشعار بان له من الخير ما لغيره لولا انه اختار موجبات الشر وبانه مجبر. كذا ظهر لي ويدل له قوله { إِنَّ أَجَلَ اللهِ } بالاهلاك والعذاب { إِذَا جَآءَ لا يُؤَخَّرُ } لا يؤخره مؤخر فبادروا وقت الامهال والتأخير وقل الحسن الاجل يوم القيامة والاول اولى لأن الاصل ان النكرة اذا اعيدت معرفة كانت عين الاولى. { لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } أي لو كنتم من اهل العلم والنظر لعلمتم انه لا تؤخر او لاسرعتم الى التوبة والاستغفار او لأمنتم او لعلمتم ان القيامة جائية فجواب لو محذوف من غير جنس ما قبلها ويجوز كونه منه بناء على ان يراد ان أجل الله لا تؤخر عندكم أي يظهر لكم عدم تأخيره لو كنتم من اهل العلم والنظر اما ان قيل الاجل يوم القيامة فالامر واضح وان قيل الموت ففي الآية دليل على انهم لانهماكهم في حب الحياة كالشاك في الموت.