الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ ٱللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْخَاسِرُونَ }

{ أفَأمنُوا مَكْر اللهِ } أخذه العبد باستدراج وهو لا يشعر، وسمى مكراً لنزوله فى غفلة، وذلك استعارة تصريحية أصلية تحقيقية، قيل قرن بالفاء كأنه تقرير لقولهأفأمن أهل القرى } وسمى مكراً لوقوعه فى مقابلة ملهو كالمكر، وهو كفرهم بعد الرسالة، وظهور دعوة الله، فيكون كقوله تعالىيخادعون الله وهو خادعهم } ويمكرون ويمكر الله } إنا كنا مستهزئين } الله يستهزئ بهم } وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به } وقوله صلى الله عليه وسلم " إن الله سبحانه لا يمل حتى تملوا " وعلى العاقل أن يخاف مكر الله ويحاذره أكثر مما يخاف ويحاذر مكر عدو نخيف له ليغتال به وقت غفلة، قالت للربيع بن خيثم ابنته مالى أرى الناس ينامون ولا أراك تنام؟ فقال يا بنتاه إن اباك يخاف البيات، قيل أشار إلى قوله عز من قائلأن يأتيهم بأسنا بياتا } { فَلا يأمنُ مَكْر الله إلا القَوْم الخَاسِرونَ } دنياهم وآخرتهم بالكفر والمعصية المترتبين على ترك النظر والاعتبار، والفاء فى جواب شرط محذوف، أى إن أمنوا مكر الله فلا يأمن الخ، وهو نائب عما هو جواب تحقيقا، كأنه قيل إن أمنوا مكر الله فهم خاسرون، وباعتبار هذا تكون تعليلية، ويجوز أن تكون تعليلا للخطأ المفهوم من { أفأمنوا مكر الله }. وقوله سبحانهأفأمن أهل القرى } إلى { الخاسرون } لطرد الحيات والأفاعى والعقارب والهوام المؤذية من المنزل، يكتب فى أول يوم من المحرم فى قرطاس، ويغسل بالماء ويرش فى زوايا المنزل.