الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَٰتٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَٰهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }

{ ولَو أنَّ } المصدر من خبرها فاعل لثبت محذوفا مقدرا بعد لو، وفى مثله أوجه تأتى إن شاء الله { أهْل القُرَى } يعنى القرى المذكورة، فإن قولهوما أرسلنا فى قرية } ذكر لهن لأن قرية نكرة فى سياق السلف، فهى عامة، وإن قلنا العموم منصب على نبى فقط، فالمقام وعموم النبى يدل على قرى فهى المراد بالقرى هنا { آمنُوا واتَّقوْا } حذروا معصيته { لفَتحْنا } وقرأ ابن عامر، وعيسى الثقفى، وأبو عبد الرحمن بتشديد التاء للتكثير { عَليْهم بَرَكاتٍ } خيرات نامية والبركة فى الأصل النمو، وقيل ثبوت الخير الإلهى فى الشىء، وقيل المواظبة، فمعنى بارك عليه تابع الخير عليه. { مِنَ السَّماءِ والأرضِ } أى غمرناهم بالخيرات النامية، وغطيناهم بها من كل جهة كتوسيع الرزق، والأمن والعافية، وصحة البدن والسلامة من الآفات، كما تقول غيب الله فلاناً فى الثمر تريد أنه كثر له الثمر، ويحتمل أن يريد ببركة السماء المطر، أو تبركة الأرض الخصب { ولكنْ كذَّبُوا فأخذْناهُم } بالإهلاك { بما كانُوا يكْسِبُونَ } من التكذيب والمعاصى، ويجوز أن تكون أل فى القرى للجنس، وقيل المراد بالقرى مكة وما حولها، وبأخذهم تضييق المعيشة عليهم لكفرهم ومعاصيهم.