الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَنَادَىۤ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ أَصْحَابَ ٱلنَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ }

{ ونَادَى أصْحابُ الجنَّة أصْحابَ النَّار } بعد دخول أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، يا أهل النار { أنْ قَد وَجَدْنا مَا وَعَدنا ربُّنا } فى الدنيا من الثواب على الإيمان والطاعة حقا، فهل وجدتم ما وعد ربكم من العذاب على الكفر والمعصية { حقاً قالُوا نَعَم } وإنما سمعوا مع أن الجنة فى السماء السابعة، والنار فى الأرض أو تحت الأرض السابعة، وبينهما أضعاف خمسمائة عام، لأن الله سبحانه، قوى الأصوات أو الأسماع أو كلها، والمنادى من أهل الجنة من شاء الله لا كلهم، أو ينادى من كان من أهل الجنة من يعرفه من الكفار فى الدنيا، وذلك النداء تلذذ لأهل الجنة، وغم لأهل النار، شتم بهم. وحذف مفعول، وعد للعلم به، وقد ذكر فى الأول، أى فهل وجدتم ما وعد ربكم، أو لأن مراد أهل الجنة بما وعدنا ربنا الثواب، وبما وعد ربكم جميع ما وعد من البعث والحساب، والثواب والعقاب، وسائر أحوال القيامة، لأن الكفار مكذبون بذلك، ولأن الموعود كله حتى تنعم أهل الجنة مما ساءهم، فأطلق ليعم وقرأ الكسائى نعم بكسر العين، ورويت عن النبى صلى الله عليه وسلم، وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وقرأها ابن وثاب والأعمش، وهما نعتان قال شيخ من ولد الزبير ما كنت أسمع أشياخ قريش يقولون إلا نعم بكسر العين، ثم فقدتها بعد، وعن قتادة، عن رجل من خثعم قلت للنبى صلى الله عليه وسلم أتزعم أنك نبى؟ قال " نعم " بكسر العين، قال أبو حاتم وهذه اللغة لا تعرف اليوم بالحرمين. { فأذَّن مُؤذِّنٌ } أعلم معلم بصوت رفيع، قال ابن عباس رضى الله عنهما هو إسرافيل عليه السلام صاحب الصور وقيل ملك غيره { بيْنهم } بين الفريقين بحيث يسمعه كل { أن لَعنةُ الله عَلى الظَّالمينَ } وقرأ ابن كثير، وابن عامر، وحمزة، والكسائى، أن لعنة الله بتشديد نون أن ونصب لعنة، أى بأن لعنة الله وهى مقوية لوجه كون أن فى قراءة الإسكان مخففة، وإنما قرأ أبو بكر ذلك فى رواية البرى وشبل وقرأ فى رواية قنبل بإسكان النون ورفع لعنة، وقرأ الأعمش أن لعنة الله بكسر الهمزة وتشديد النون، ونصب لعنة على تقدير القول، أو لأن التأذين قول.