الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَٱدْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }

{ إنَّ الذِينَ تَدْعُونَ } تعبدون أوْ تطلبون { مِنْ دُونِ الله } من الأصنام { عِبادٌ أمثالكُم } مخلوقة لله، مملوكة له مسخرة، كما أنكم مخلوقون مملوكون مسخرون، فكيف تدعون مثلكم، ويحتمل أن يكون هذا تهكما بهم، أى هب أن الذين تدعون أحياء عقلاء فما هم إلا أمثالكم فى الحياة والعقل، فكيف وهم لا حياة ولا عقل، كما قرأ سعيد ابن جبير بتخفف نون إن وكسرها للساكن بعدها، على أنها نافية عاملة عمل ليس، ونصب عبادا على الخبرية، وأمثالكم على التبعية، أى ليسوا عبادا أمثالكم، بل أنتم أفضل بالحياة والعقل، فكيف تدعونهم. ومن منع عمل إن النافية عمل ليس وهو سيبويه أو زعم أن إنَّ لا تكون نافية إلا إذا كانت قبل إلا وهو الكسائى خرَّج قراءة سعيد على أن إن مخففة، وعبادا خبر لكان محذوفة، أى كانوا عبادا، وقال مقاتل فى قراءة التشديد والرفع إن الآية نزلت فى طائفة من العرب من خزاعة، كانت تعبد الملائكة، فأعلمهم الله أنهم عباد أمثالهم لا آلهة، وكذا يقول على التخريج المذكور فى قراءة سعيد، و الصحيح ما مر لمناسبة السياق السابق واللاحق، فان للملائكة أرجلا وأيديا وأعينا وآذانا من نور، يعملون بها أعمالها. { فادْعُوهُم فَلْيسْتجيبوا لكُم إنْ كُنتم صادِقينَ } فى كونهم آلهة، وتفسير الدعاء فى المواضع بالطلب أنسب بلفظ الاستجابة، فهو أولى، وليس أمرهم بالدعاء إباحة للشرك، بل إظهار لعدم استجابتهم.