الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَللَّهِ ٱلأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ فَٱدْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِيۤ أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

{ وللهِ الأسْماء الحُسْنى } أى التى هى أحسن من كل اسم، فإن الحسنى مؤنث اسم التفضيل الذى هو لفظ أحسن، أو التى هى حسنة، إخراجا لاسم التفضيل عن بابه، ولا حاجة غلى جعل الحسنى هنا مصدرا إلا إن أريد المبالغة، ووجه كون أسمائه حسنى أنها تدل على معانى الحسنى فى اتصاف الله، سواء كانت كذلك فى طبع المخلوق كالرحمة واللطف والهدى، أو كالحمد والتقديس والقهر والإجبار. وزعم بعضهم أن حسنها بتحسين الشرع لإطلاقها والنص عليها، ويجوز أن يكون المراد أنها حسنة فى ذاتها، ويظهر حسنها بحسب مرتبة الذاكر فى صفاء القلب، والمراد بها الألفاظ، وقيل ما تضمنته الألفاظ من الصفات، كالرحمة والعدل، وليست هنا بمعنى المسميات إجماعا، والمعنى أن هذه الأسماء مثل الله، والرحمن، و الرحيم التى نتلفظ بها هى لله، وهو واجب الوجود لذاته، وهى أيضا أسماؤه فى الأزل، ولا تدل الآية على أن الاسم هى المسمى خلافا لما توهمه القشيرى والرازى. وفى الحديث " أن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها " - أى حفظها كما عبر به فى رواية - حفظا تضمن تعظيمها والعمل بمقتضى معانيها - وقيل عدها أى عدا تضمن ذلك، وقيل حافظ على مقتضى معانيها، وعمل به، وقيل " أحضر عند ذكر كل واحد منها معناه معظما راعبا راهبا فيورثه ذلك العمل بمقتضاها دخل الجنة " والله وتر ويحب الوتر، أى لا شريك له فى فعل، ولا صفة، ولا ذات. هو الله، وهو الاسم الأعظم عند كثير، الرحمن الرحيم، الملك القدوس، السلام المؤمن، المهيمن العزيز، الجبار المتكبر، الخالق البارئ، المصور الغفار القهار، الوهاب الرزاق، الفتاح العليم، القابض الباسط، الخافض الرافع المعز المذل، السميع البصير، الحكم العدل، اللطيف الخبير، الحليم العظيم، الغفور الشكور، العلى الكبير، الحفيظ المقيت، الحسيب الجليل، الكريم الرقيب، المجيب الواسع، الحكيم الودود، المجيد الباعث الوارث، الشهيد الحق، الوكيل القوى المتين الولى، الحميد المحصى المبدى المعيد، المحيى المميت، الحى القيوم، الماجد الواحد الأحد، الفرد الصمد، القادر المقتدر، المقدم المؤخر، الأول الآخر، الظاهر الباطن، الولى المتعالى، البر التواب، المنتقم العفو، الرءوف، مالك الملك، ذى الجلال والإكرام، المقسط الجامع، الغنى المغنى، الضار النافع، نور السموات والأرض، الهادى البديع، الباقى الرشيد، والتاسع والتسعون الصبور رواه المخالفون فإن صح فمعناه الحليم. وليس ذلك حصرا لأسمائه باتفاق، بل المراد من أحصى هذه التسعة والتسعين دخل الجنة، وقد قال ابن العربى إن لله ألف اسم، وإن الألف قليل، وجاء فى الحديث " أسألك بكل اسم سميت به نفسك " أى أظهرت لنا أنه اسم لك، وإلا فأسماؤه قديمة، ويدل على ذلك قوله أو استأثرت به فى علم الغيب عندك، وهى توقيفية عندنا وعند جمهور قومنا، وقال ابن الباقلانى يجوز أن يطلق عليه كل اسم تضمن مدحا خالصا لا شبهة فيه، وفيه أن هذا لا يدركه إلا أقل العلماء، فإذا فتح ذلك الباب اجترأ كل من يدعى الإحسان، فيدخل فيها مالا يجوز.

السابقالتالي
2 3 4 5