الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ سَآءَ مَثَلاً ٱلْقَوْمُ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ }

{ سَاءَ } بئس { مَثلاً } تمييز لضمير مستتر فى ساء { للقَوم } مخصوص بالذم مبالغة حيث جعلهم بأنفسهم مثلا، أو على حذف مضاف أى مثلا القوم، ومن أجاز الجمع بين التمييز والفاعل الظاهر فى باب نعم وبئس أجاز كون القوم فاعلا، وقرأ الجحدرى ساء مثل القوم برفع مثل على الفاعلية، وإضافته للقوم مع فتح الميم والتاء على حذف المخصوص بالذم، أى ذلك المثل، وادعى بعض أن ساء لا تجرى مجرى بئس إلا إذا كان بعدها تمييز، وقال الإمام أبو عمرو الدانى قرأ الجحدرى ساء مثل القوم بالرفع والإضافة، لكن بكسر الميم وإسكان الثاء، وقرأ الأعمش كذلك، وبفتح الميم والثاء، قال عياض وهذا خلاف ما ذكر أبو حاتم، فإنه قال قرأ الجحدرى والأعمش ساء مثل القوم بالرفع انتهى. قلت ليس مخالفا، فإن مراده اتفاق الجحدرى والأعمش على الرفع والإضافة فى قطع النظر عن هيئة الميم والثاء، فيكون لفظ مثل فى كلامه بالنظر إلى هيئتها كالشئ الذى يرى ولا يقرأ، ذكر بعضهم مثل هذا لكنه يقبل البحث، وأظن أنى قد بحثت فيه فى حاشية القطر وشرحه. { الَّذينَ كذَّبوا بآياتِنا } مع وضوحها { وأنْفسَهم } لا غيرها يظلمون، والتقديم للحصر والفاصلة مفعول { كانُوا يظْلمُونَ } بالتكذيب، وذلك مستأنف أو معطوف على كذبوا بآياتنا، وأشار إلى أن الاهتداء بتوفيق الله والضلالة بخذلانه بقوله { مَنْ يَهْد اللهِ... }