الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي ٱلأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُوْرِيكُمْ دَارَ ٱلْفَاسِقِينَ }

{ وكَتبْنا لهُ فى الألواحِ } وهى عشر عند وهب، طول كل واحد عشرة، وكذا عرضه، وهى من زمرد من الجنة عند ابن جريج بضم الزاى والميم والراء المشددة وبفتحها وإعجام الدال، وقال ابن عباس سبعة ألواح، وقال الفراء لوحان إطلاقا للجمع على اثنين، وقال أبو العالية هى من زبرجد أخضر، وروى هذا حديثا، وعن أبى العالية من برد، وقال ابن جبير من ياقوت أحمر، وقال وهب من صخرة لينها الله لموسى فصنعها منها بأصابعه. وعن الحسن كانت من خشب نزلت من السماء، والمكتوب فيها التوراة، وقيل غيرها، وقيل من سدر الجنة، والطول اثنا عشر ذراعا، وروى هذا حديثا، وقال مقاتل الألواح تسعة، وعن الربيع ابن أنس نزلت التوراة وِقْرَ سبعين بعيرا، يقرأ الجزء فى سنة، ولم يحفظها إلا موسى ويوشع وعزير وعيسى عليه السلام، وهو قول ضعيف مفرط، وعن الحسن هذه الآية فى التوراة بألف آية يعنى { وكتبنا له فى الألواح } الخ. { مِنْ كلِّ شَىءٍ موعِظَةً وتفْصِيلا لِكلِّ شَىءٍ } الذى يظهر أن المعنى جمعنا له فى الألواح ما يحتاجون إليه من كل نوع من أمر الدين لأجل الوعظ، والتفصيل لكل شىء، احتاجوا إليه من الأحكام من حلال وحرام، فإن الكتابة فيها معنى الجمع، وموعظة مفعول لأجله، ومفعول كتبنا محذوف كما رأيت أو موعظة مفعول به، أى جمعنا له فيها موعظة وتفصيلا لكل فرد من أفراد الأحكام من كل نوع، وعلى كل حال، فمن متعلق بكتبا، وذكر بعضهم أن من كل شىء مستغنى به عن المفعول، وموعظة بدل منه، أو من محل المجرور بناء على أن محل النصب للمجرور وحده، ومن أجاز زيادة من فى الإثبات أجاز كون من صلة، وكل مفعولا وموعظة بدل منه أو مفعول لأجله. { فخُذْها } العطف على كتبنا، والمعطوف محذوف أى فقلنا له خذها { بقوَّةٍ } إلخ، ويجوز أن يكون فخذها بقوة الخ بدلا من قولهفخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين } فلا يقدر القول، وإنما صح إبدال جملة مقرونة بالفاء، لأن المراد اللفظ فهى مفرد لتقدم القول، والضمير فى خذها للألواح فيما يظهر، وأجيز عوده للرسالة لكل شىء، لأنه بمعنى الأشياء قيل أو للتوراة، والقوة الاجتهاد والعزيمة والصبر، واحتمال مؤنتها، وعدم الفتور، قاله ابن عباس والسدى، وقال الربيع ابن أنس القوة الطاعة، وعن ابن عباس أمر موسى أن يأخذ بأشد ما فيها. { وَأمُر قَومَك يأخذُوا } إن قلت جزم يأخذ والشرط مقدر عند الجمهور إن أمرتهم يأخذوا، وبالطلب لنيابته مناب الجازم المقدر عند السرافى والفارسى، وبه لتضمنه معنى ذلك الجازم عند الخليل وسيبويه، ومعنى إن الشرطية على كل حال مرعى، وذلك يستلزم أن لا يتخلف أحد عن الأخذ، والتخلف واقع؟ قلت الحكم فى قوله { يأخذوا } على المجموع ويقدر مضاف أى يأخذ بعضهم.

السابقالتالي
2 3