الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَـٰهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ }

{ قالَ أغيرَ اللهِ أبغيْكُم إلهاً } الاستفهام إنكار عليهم أو توبيخ أو تعجب، أو لذلك كله استعمالا للكلمة فى معان، أو فى معنى واحد دال على الباقى وغير مفعول لأبغى، وقدم زيادة للتقبيح حيث جعل ثانيا للكلمة المذكورة، والكاف منصوب المحل على نزع الخافض، أى أبغى لكم أى أطلب، وإلها حال من غير، واو كان غير نكرة لا تعرف بالإضافة ولا تخصص بها، ولا بنحو الاستفهام، لأنه قد يجئ الحال من النكرة بلا مسوغ، وقيل تتعرف أو تتخصص، ويجوز كون إلهاً مفعولا به، وغير حال منه إن قلنا بتنكيره، ولو كان إله نكرة لتقدم الحال عليه، ولتقدم الاستفهام، وادعى بعض أن غير مفعول لمحذوف كيف أطلب لكم إلهاً غير الله. { وهُو فَضَّلكُم عَلى العَالمينَ } وغمركم فى النعم، ونجاكم من عدوكم وأهلكه، فما أسوأ ما طلبتم، حيث قابلتم ما تفضل الله به عليكم خاصة بإشراك أخس مخلوقاته به، والجملة حال، والمراد بالعالمين من عدى هذه الأمة، أو عالموا زمانهم، فإن هذه الأمة أفضل الأمم بالإجماع، أو المراد بالتفضيل بتلك الآيات وكثرة الأنبياء.