الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلطُّوفَانَ وَٱلْجَرَادَ وَٱلْقُمَّلَ وَٱلضَّفَادِعَ وَٱلدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَٱسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ } * { وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ ٱلرِّجْزُ قَالُواْ يٰمُوسَىٰ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا ٱلرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ }

{ فأرْسَلنا عَليهُم الطُّوفانَ } قال فى عرائس القرآن قال ابن عباس، وسعيد بن جبير، وقتادة، ومحمد بن إسحاق وغيرهم دخل حديث بعض فى بعض لما آمن السحرة وصلبهم عدو الله فرعون، وانصرف موسى وهارون إلى عسكر بنى إسرائيل، أمر فرعون أن يكلف بنى إسرائيل ما لا يطيقونه، وكان الرجل من القبط يجىء إلى الرجل من بنى إسرائيل فيقول له انطلق معى فاكنس خبثى، أو اعلف دوابى، واستق لى، وتجىء القبطية إلى الكريمة من بنى إسرائيل فتكلفها ما لا تطيق، ولا يطعمونهم شيئا، فإذا انتصف النهار قالوا اذهبوا فاكسبوا لأنفسكم، ومر ما يخالف هذا فشكوا ذلك لموسى فقال استعينوا بالله الخ، فقالوا أوذينا من قبل أن تأتينا الخ كنا نطعم إذا استعملونا ولا يطعمونا الآن، قالعسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم فى الأرض } يعنى مصر والشامفينظر كيف تعملون } فلما أبى فرعون وقومه إلا التمادى فى الشر والإصرار، دعا موسى ربه وكان حديدا مجاب الدعاء، وكان إذا غضب اشتعلت قلنسوته نارا لشدة غضبه فيما قيل، قال رب إن عبدك فرعون طغى فى الأرض وعتا عتوا كبيرا، وإن قومه نقضوا عهدك، وأحلفوا وعدك، فخذهم بعقوبة تجعلها لهم نقمة، ولقومى عظة، ولمن بعدهم من الأمم عبرة، فتابع عليهم الآيات السنين، ونقص الثمرات، والطوفان، وغير ذلك، والطوفان هو كل طافٍ بالشىء وأتى عليه، والمراد هنا الماء من مطر وسيل، كثر عليهم حتى كادوا يهلكون، وكانت بيوت القبط يدخلها الماء حتى يصل إلى صدر القبطى، فلو جلس غرق، ولم يدخل بيوت بنى إسرائيل قطرة وبيوتهم مختلطة ببيوت القبط، وفاض الماء على وجه أرض القبط وحروثهم، فلم يقدروا على الحرث، ولا على عمل شىء، وجهدوا ودام ذلك عليه سبعة أيام من السبت إلى السبت فقالوا لموسى ادع لنا ربك يكشف عنا هذا البلاء فنؤمن بك، ونرسل معك بنى إسرائيل، فدعا ربه فرفع عنهم الطوفان فلم يؤمنوا، ولم يرسلوا معه بنى إسرائيل، وعادوا إلى شر ما كانوا عليه. وروى أنهم مطروا ثمانية أيام فى ظلمة شديدة، ولا يرون شما ولا قمرا، ولا يقدر أحد أن يخرج من داره، وبذلك قال ابن عباس، وقال مقاتل الطوفان ماء طفا فوق حرثهم فأهلكها، وقال الضحاك الغرق، وقال مجاهد وعطاء الموت الذريع، وهو رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم روتها عائشة رضى الله عنها، وقيل الموتان بضم الميم وهو هلاك الدواب. وعن ابن عباس، والضحاك، ومجاهد المطر الشديد تولى عليهم حتى هدم بيوتهم وضيق عليهم، وقيل أفيض النيل عليهم. وعن ابن عباس مصدر معمى عنى به شىء أطافه الله بهم، يعنى أنه مصدر من طاف يطوف فهو عام فى كل ما يطوف، وعن الأخفش جمع طوفانة.

السابقالتالي
2 3 4 5