الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ أَخَذْنَآ آلَ فِرْعَونَ بِٱلسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن ٱلثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }

قال الله سبحانه { ولَقَد أخذْنا آل فِرعَون بالسِّنينَ } بأعوام طوال لشدة الجدب فيها، حتى كان كل واحد منها سنة، فإن وقت الشدة ولو كان قصيراً لكنه ثقيل متطاول، أو أخذناهم بالجدب فسماها باسم وقتها، أو غلب العرب اسم السنة على عام الجدب لكثرة ما يذكر عنه ويؤرخ به، وقد اشتقوا من لفظ السنة فقال أسنت بوزن أكرم، فهو مسنت وهم مسنتون، كما اشتقوا من أصله وقالوا أسنه وأسنى وسانه وسانى، والسنون جمع تكسير أعرب إعراب جمع السلامة. { ونَقْصٍ مِنَ الثَّمراتِ } بإقلاها من أصلها وبإتلافها، قال ابن عباس وقتادة أما السنون فللبادية وأهل المواشى، قيل حتى هلكت، وأما نقص الثمرات فلأهل الأمصار، قال رجاء بن حيوة روى أن النخلة لا تحمل إلا تمرة واحدة، وقال كعب سيأتى على الناس زمان لا تحمل النخلة إلا تمرة، والتمرات تعم غلة الشجر والنخل { لَعلَّهم } ترج باعتبار البشر أو تعليل { يذَّكَّرونَ } ينتبهون أن ذلك لكفرهم ومعاصيهم فيؤمنون ويطيعون، أو لعلهم ترق قلوبهم بالشدائد فيفزعون إلى الله، ويرغبوا فيما عنده، فإن الشدائد ترقق وتذلل، ولا سيما مع مشاهدة الآيات، وهم ازدادوا بها كفرا وغيا لشدة غباوتهم، وقسوة قلوبهم، وغفلتهم عما يراد بتلك الشدائد والآيات بحيث بلغوا من ذلك أن ينسبوا الحسنة لأنفسهم، والسيئة لموسى والمؤمنين، كما قال الله سبحانه { فإذا جاءتْهُم الحسَنةُ... }.