الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَوَقَعَ ٱلْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

{ فَوقَعَ } ثبت وظهر، أو وقع فى قلوبهم، أى أثر فيها، كقولك عباس وقيع، وهذا بديع { الحقُّ } الذى جاء به موسى عليه السلام { وبَطَل ما كانُوا يعْملونَ } من السحر والسعى فى المعارضة. وروى أنه لما رأى الوادى مملوءاً حيات قال فى نفسه ما تعمل عصا واحدة فى يدى وخاف، وأوحى إليه أن ألقها فألقاها، فكانت كما مر من العظم، وقيل كانت تشرف فوق حيطان المدينة، وتكسر بقوائمها الصخور الصم الكبار، ولها أربع قوائم، كقوائم الجمل غلاظ، وتضرم البيوت والحيطان نارا تلتهب من عينيها، ولها منخران ينتفخان سموما، وعلى عرفها شعر كالرماح، وصارت الشعبتان فما سعته اثنى عشر ذراعا بأنياب وضروس وفحيح وكشير وصرير. وروى أنها لما بلغت ذلك تبعت موسى تبصبص حوله وتلوذ به كالكلب الألوف، والناس ينفرون ويتعجبون، حتى دخل عسكر بنى إسرائيل فأخذها، فكانت عصا وهم ينظرون.