الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ }

{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } تتحمل من قومك ما لايتحمله غيرك وسئلت عائشة عن خلقه فقالت كان خلقه القرآن تعني خلقه ما في القرآن من المعروف او تعني انه عظيم كما وصف في هذه الآية وسائليها سعيد بن هشام وقالت عقب جوابها ألست تقرأ القرآنقد أفلح المؤمنون } روى انها قالت والقرآن فيه الدين، فبذلك فسر بعضهم الخلق العظيم بالدين بالغ صلى الله عليه وسلم في الامتثال والاجتناب حتى صار كان الخير خلق طبيعة فيه وكان لا يجازي بالسيئة ويتجنب الناس بالقول والفعل الجود ولا يقطع ويطلق الوجه وقيل الخلق العظيم ما أمره الله به في قولهخذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } وعن الجنيد سمي خلقه عظيما اذ لم تكن له همة سوى الله تعالى عاشر الحق بخلقه وزائلهم بقلبه فكان ظاهره مع الخلق وباطنه مع الحق وفي وصايا بعض الحكماء عليك بالخلق مع الخلق وبالصدق مع الحق وحسن الخلق خير كله. وفي الحديث " أن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل صائم النهار " " وسئل صلى الله عليه وسلم ما يدخل الناس الجنة فقال " تقوى الله وحسن الخلق " " وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال " الفم والفرج " ، وفي الحديث " ما مني شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذىء " ، وفي الحديث " أن الله بعثني لتمام مكارم الاخلاق وتمام محاسن الافعال وإن البر حسن الخلق والاثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس، وإن أكمل الناس إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بخلقه، وإن أحبكم الي وأقربكم الي منازل يوم القيامة أحسانكم أخلاقا الموطئون إن كنا فالذين يألفون ويؤلفون ". وروي انه كان صلى الله عليه سلم أحسن الناس وجها وخلقا ولم يلبس طويلا ولا قصيرا ولافاحشا ولامتفحشا وتأخذ الامة بيده فتنطلق به حيث شاءت ويجيب اذا دعي واذا صوفح لا ينزع يده ولا يعرض بوجهه حتى يفعل ذلك من صافحه ولم يقدم ركبتيه ين جليس له قط ولم يخير بين أمرين إلا اختيار أيسرهما مالم يكن اثما وإن كان اثما كان أبعد الناس منه وما انتقم قط الا ان تنتهك حرمة الله وما ضرب شيئا بيده الا ان يجاهد في سبيل الله واذا كان في بيته كان في خدمة اهله واذا حضرت الصلاة توضأ وخرج وما رؤي أكثر تبسما منه، وخدمه أنس عشر سنين وما قال له اف قط وما قال لم فعلت ولا لما لم تفعل وما مس حريرا ولا غيره ألين من كفه ولا شم مسكا او عطرا أطيب من عرفه وكان يمشي معه يوما وعليه برد فجراني غليظ الحاشية فأدركه اعرابي فجبده جبدا شديدا حتى أثرت الحاشية في عنقه وقال يامحمد مرلي من مال الله الذي عندك، فالتفت اليه وضحك وأمر له بعطاء وكان لأنس أخ يقال له ابو عمير يلعب بنفير كان له ومات وهو طائر كالعصفور لكن أحمر المنقار واذا رآه قال له يا ابا عمير ما فعل النفير.