الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى ٱلطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَـٰفَّـٰتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ ٱلرَّحْمَـٰنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ }

{ أَوَلَمْ يَرَوا } ينظروا { إِلَى الطَّيْرِ } جمع طائر { فَوْقَهُمٍ صَافَّاتٍ } حال أو نعت عند من اجاز نعت المحلي بال الجنسية بالمنكرة ويجوز كون الحالية من ضمير الاستقرار في فوقهم فإن الظرف متعلق بمحذوف حال من الطير ومعنى صافات باسطات اجنحتهن في الجو عند طيرانهن لانهن اذا بسطنها جعلن قوادمهن صفا. { وَيَقْبِضْنَ } عطف على صافات لان صافات اسم فاعل في معنى الفعل ولكن يرد يقبضن الى الوصف لا صافات الى الفعل لان اصل الحال والنعت ان يكونا اسمين أي صافات لاجنحتهن وقابضات لهن أي ضامات لهن اذا ضربن بهن جنوبهن وقتا بعد وقت استعانة على الطيران والصف والقبض حالتان للطائر يستريح من احداهما للاخرى وعبر في القبض بالفعل لدلالته على التجدد فإن اصل الطيران هو صف الاجنحة لان في الهواء كالسباحة في الماء والاصل فيها بسط الاطراف واما القبض فطارىء متجدد حالا بعد اخرى وقيل قبضهن كفهن عن الطيران فيقفن في الهواء. { مَا يُمْسِكُهُنَّ } في القبض والبسط { إِلا الرَّحْمَنُ } بقدرته وبما دبر لهن من القوادم والخرافي واقدارهن على الجري في الهواء. { إِنَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ بَصِيرٌ } يخلق الغرائب ويدبر العجائب ولا تخفى عليه خافية فثبوت الطير في الهواء يدلكم على قدرتنا ان نفعل بكم ماتقدم وغيره من العذاب.