الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ }

{ وزَكريَّا ويَحْيى وعِيسى وإلياسَ } جمعهم لأنهم كلهم زهداء فى الدنيا معرضين عنها، ولأن زمانهم واحد بمداركة إلياس، وذكر زكريا وبعده يحيى لأنه أبو يحيى، وذكر عيسى وإلياس لأنهما حيان إلى الآن، وقدم عيسى لِيَلى قريبه، ولزهدهم وصفهم بالصلاح فى قوله { كلٌّ مِنَ الصَّالحِينَ } أى كل واحد من الأربعة، أو كل من ذكر من الصالحين وهم الآتون بما ينبغى، المتحرزون عما لا ينبغى، وزكريا هو بن برخيا بن آدر بن مسلى بن صدوق بن يحيى بن داود بن سليمان بن صديقة بن باخور بن سليم بن مهداسى بن أنيا بن رجعيم بن سليمان بن داود عليه السلام، وإلياس بن سنا بن فنحاص بن العزار بن هارون بن عمران. وعن ابن مسعود هو إدريس والمشهور الأول، وإدريس قبل نوح، وعلى الثانى فليس من ذرية إبراهيم، وفى ذكر عيسى من ذرية إبراهيم دليل على أن ولد البنت من ذرية أبى البنت، فلو أوصى أحد لذرية فلان، أو حبس عليهم، أو أوصى أو حبس لذرية نفسه، فأجيزت الوصية والحبس، أو أوصى أو حبس لذرية بعد وارثه لدخل ابن البنت وابنها، فإن عيسى عليه السلام لا أب له، ولم يلحق بإبراهيم عليه السلام إلا بأمه مريم عليها السلام، وكذا هو من ذرية نوح بأمه، وإذا عطفنا المنصوبات على المهدى كان فكونه من ذريته يعلم من غير الآية.