الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ ٱلأَمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ }

{ وقالُوا لَوْلا أنْزِلَ عَليهِ } أى على محمد صلى الله عليه وسلم بأسماعنا، والجملة مستأنفة، وأجاز بعضهم عطفها على جواب لو، ولولا للتخفيض على الوجهين، لكن الثانى مرجوح، لأنه جئ به ليبنى عليه قوله ولو أنزلنا ملكا عليه كما طلبوا عياناً يرونه ويسمعونه، يصدق محمداً صلى الله عليه وسلم { ولو } أنَّنا { أنزلنا } على محمدٍ { مَلَكاً } من السماء { لقضى الأمر } فى الكلام حذف، أى ولو أنزلنا ملكا فلم يؤمنوا لقضى الأمر، أو لو أنزلنا ملكا لقضى الأمر إن لم يؤمنوا، فإن سنة الله جرت فيمن قبلهم بذلك، إذ طلبوا آية معاينة ولم يؤمنوا أهلكهم الله. { ثمَّ لا يُنْظرُونَ } لا يؤخرون عن الإهلاك، قيل طرفة عين، ومعنى قضى الأمر، فرغ من عذابهم وإهلاكهم، وثم لترتيب الذكر لا لترتيب الإسناد، لأن المراد أن ذلك القضاء لا يتأخر، والظاهر أن إهلاكهم يكون بعذاب من الله، ويحتمل أن يكون برؤية الملك على صورته التى خلقه الله عليها، إذ لا طاقة لهم عليها، والظاهر الأول لقوله تعالى