الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ ٱلآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ ٱلْمُجْرِمِينَ }

{ وكَذلك نُفصِّل الآيات } أى وكما فصلت لك يا محمد تلك الآيات نفصِّل لك سائر الآيات فى صفات المطيعين والعاصين والتائبين، أو كما بينا أدلة التوحيد نبين أدلة الحق والباطل فى غير التوحيد والشرك. { ولتَسْتبينَ سَبيل المجْرمِينَ } ليظهر يا محمد طريق المجرمين من طريق المؤمنين، أو من طريق المؤمنين، فحذف ذلك بدلالة نستبين سبيل المجرمين، لأنه إذا ميزت أحد الضدين تميز الآخر ليجتنبها المؤمنون ولتعامل كلا من المؤمنين والمشركين والمؤلفة بما يستحقه، وقرئ وسبيل مفعول تستبين، وذلك قراءة نافع، وقرأ ابن كثير، وابن عامر، وابن عمرو، ويعقوب، وحفص عن عاصم برفع السبيل على الفاعلية، فتكون تاء تستبين للتأنيث، وهو لغة من يؤنث السبيل والطريق، وهو لغة الحجاز، وقرأ الباقون وليستبين سبيل المجرمين بالياء التحتية، رفع سبيل على الفاعلية وهو لغة تميم فى تذكير السبيل والطريق، واللام معلقة بمحذوف، أى وفصلنا هذا التفصيل لتستبين، أو يقدر مؤخراً، أى نفصل الآيات ليظهر الحق وتستبين.