الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ }

{ ويَوم نحشُرهُم جميعاً } واذكر يوم نحشر العابدين وما عبدوا من دون الله، أو هو ظرف لمحذوف تهويلا، أى ويوم نحشرهم جميعاً ثم إلخ، يكون كيت وكيت، وضمير النصب للمفترين المكذبين المذكورين، أو التقدير ونحشر هؤلاء المقربين المكذبين يوم نحشر سائر المكذبين المقربين على الاستخدام، أو يوم نحشر سائر الناس. { ثم نقُول للَّذِينَ أشْركوا أين شُركاؤكُم } أى الأصنام التى هى عندكم شريكة لله تعالى فى الألوهية، وقرأ يعقوب يوم يحشرهم ثم يقول بالمثناة التحية فيهما { الَّذين كنتُم تزْعُمون } أى تزعمون أنهم شركاء فحذف أن بفتح الهمزة واسمها وخبرها النائب المصدر من خبرها مناب مفعولين، لاشتمال اللفظ قبل التأويل على الجملة، وإنما قدرت ذلك، لأن الأكثر فى مفعولى زعم أن يكونا كذلك، فهو أولى من تقديرهما منصوبين، هكذا تزعمونهم شرفاً، وإنما قال الذين، ولم يقل التى أو اللاتى أو نحو ذلك تنزيلا للأصنام عندهم منزلة العقلاء، وإنما قال { أين شركاؤكم } لأنها لم تحضر حين الخطاب لتزيد حسرتهم بعدم حضورها حين كانوا أحوج ما كانوا إليها على زعمهم فى الدنيا أنها تشفع لهم، وعلقوا بها رجاءهم، ويجوز أن تكون حاضرة حين الخطاب، لكن نزلت منزلة ما غاب، إذ لم تنفعهم أو يقدر مضاف أى أين شفاعة شركائكم.