الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ }

{ وإِنْ يمسسك اللهُ بضُرّ } كفقر ومرض، والباء المتعدية قائمة مقام همزة التعدية، أى وإن يمسسك ضر بضم الياء وكسر السين الأولى أى يصير الله الضر ما سألك { فَلا كَاشِفَ له } مزيل له عنك { إلاَّ هو وإن يَمسَسْكَ بخيرٍ } كفتى وصحة وجسم { فَهوَ عَلى كلِّ شَئ قَدِير } أى فقد جاءك من الله، لأنه على كل شئ قدير، فهو أيضا لا يصلك، ولا يقدر غيره على رده، وإذا كان الخير والشر بيد الله، فكيف أتخذ غيره وليّاً. قال ابن عباس رضى الله عنهما كنت خلف النبى صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال " يا غلام إنى أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرف إلى الله فى الرخاء يعرفك فى الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، وإن استطعت أن تعمل لله بالرضا واليقين فاعمل، وإلا ففى الصبر على ما تكره خير كثير، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً ولم يغلب عسر يسرين " وقال صلى الله عليه وسلم لن ينجى أحداً منكم عمله قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمته ولكن قاربوا وسددوا، وأغدوا وروحوا وشئ من الدلجة والقصد تبلغوا ".