الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ ٱلأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ ٱلْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }

{ وهُو الَّذِى جَعًلكم خَلائفَ الأرْض } الخطاب لأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أمة الإجابة، أعنى أمة التوحيد، وإنما يتقبل الله من المتقين، جعلهم الله خلائف فى الخير عن الأمم الماضية، قال الحسن إن النبى صلى الله عليه وسلم قال " توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله عز وجل " ويروى " أنتم آخرها وأكرمها على الله عز وجل " أو الخطاب لحضور المتقين من هذه الأمة، وقيل الخطاب للمؤمنين والمشركين الذين فى زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعده سماهم خلائف، لأنهم آخر الأمم، وعليهم تقوم الساعة، وقيل الخطاب لمن فى زمانه، بمعنى أنهم خلف من مات قبلهم، وكذلك يموتون ويخلفهم غيرهم. { ورَفَع بعْضَكم فَوقَ بعْضٍ درجاتٍ } بالعلم والورع، والشرف والجاه، والشجاعة والغنى والعز والحسن والقوة، تفاوتوا فى ذلك، وتفاوتوا به وبأضدادها { ليبْلُوكم } يعاملكم معاملة المختبر وهو عالم { فِيما آتاكُم } من تلك الخيرات، هل تشكرون الله عليها وترجمون من دونكم فتربحوا نعم الدارين أولا فتعاقبوا، عافانا الله { إنَّ ربَّك سَريعُ العقابِ } لمن يكفر نعمته، ومعنى سرعة العقاب قربه حتى كأنه حاضر أو أنه إذا أراده لم يتأخر { وإنه لغفُورٌ } للتائبين { رَحيمٌ } لهم بالجنة ولهم ولغيرهم بنعم الدنيا، والآية ترهيب وتودد، قال الشاذلى من أراد أن لا يضره ذنب قال رب أعوذ بك من عذابك يوم تبعث عبادك، وأعوذ بك من عاجل العذاب، ومن سوء الحساب، فإنك لسريع الحساب، وإنك لغفور رحيم. ربِّ إنى ظلمت نفسى ظلما كثيراً فاغفر لى، وتب علىَّ، لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين. اللهم ببركة هذه السورة، وبركة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم اخْزى النصارى والمشركين كلهم، وغلِّب المسلمين والموحدين عليهم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.