الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ }

{ للهِ ربِّ العَالمينَ } أى صلاتى، وما كان منى من العبادة، وحياتى وموتى، أو كان من مدة حياة وموت ثابتان لله رب العالمين { لا شَرِيكَ له } فى خلقهن وملكهن وقضائهن، وقدرهن وثبوتهن. { وبذَلكَ } أى وبذلك الإقرار الذى أقررت أنهن الله رب العالمين خلقا وملكا وقضاء وقدراً، قدم على متعلقه وهو قوله { أمِرْتُ } للحصر، وقيل المعنى إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله خلقا وقضاء أو قدراً وملكا لا شريك له فى صلاتى ونسكى، وقيل أراد بالمحيا والممات ما يقارن حياته وموته، أو ما يكون فى زمانهما من العبادة هو لله وحده طاعة خالصة، فسمى الفعل باسم زمانه، أو سمى الفعل باسم مجاوره وهو الحياة والموت، والنسك فى هذا القول ليس عاماً بل حج أو ذكر، لأن العموم فى محياى ومماتى، وذلك أن الطاعة تضاف للحياة وزمانها لوقوعها فيها، والممات باعتبار الموت وهو متصف بها، أو باعتبار ما يلتحق بعد الموت كالصدقة الجارية بعده والوصية والتدبير، فتكون الإشارة إلى إثبات الطاعة لله وإخلاصها، أى وأمرت بالإخلاص لله تعالى، وقيل المعنى أن عبادتى وصلاتى فى حياتى لله وجزائى بعد موتى من الله. { وأنا أوَّلُ المسْلمينَ } بالنسبة إلى أمتى أى أول المسلمين الذين هم المسلمون من أمتى، لأن كل نبى سابق لأمته باعتبار ما يوحى إليه فيهم، ولا يولد ولا ينشأ إلا مسلما، وغيره يولد على الفطرة ثم يكفر، ويجوز أن يراد أول المسلمين لأن نوره أول المخلوقات، والمسلمين بمعنى المؤمنين، وقيل معناه الخاضعون لقضاء الله وقدره على حد ما مر فى تفسير ما قبله.