الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ }

{ فإنْ كذَّبوكَ } أى فإن كذبك اليهود فيما أخبرناك به من بغى وجزاء وتحريم، ومن تحليل، وقد كان تكذيبك تكذيبا لنا، وقيل الضمير لمشركى قريش والأول أظهر. { فقُلْ ربُّكم ذُو رحمةٍ واسعةٍ } بالإمهال لكم ولأشباهكم من العصاة، وبالرحمة الدنوية لكل أحد، وبالجنة لمن تاب ولم يصر { ولا يُرد بأسُه } عذابه إذا جاء فى الدنيا أو فى الآخرة، وقيل نفخة الموت { عَنِ القومِ المجْرمينَ } بتكذيب الأنبياء أو قتلهم أو بالشرك أو ما دون ذلك من الكبائر، وأنتم منهم، فلا يرد بأسه عنكم إذا جاءكم، فهذا وعيد لهم على طريقة البرهان، ووضع الظاهر موضع المضمر، ليصفهم بالإجرام، أى ولا يرد بأسه عنكم، وفى تقديم ذكر الرحمة وسعتها وعدم التصريح بإجرامهم تلطف فى دعائهم إلى التوبة، ولكن قد أشار إليهم أن لا يغتروا برحمته، ثم ذكر الله سبحانه وتعالى أن المشركين سيحجون لتصويب ما هم عليه من شرك وتحليل وتحريم وشرك فقال