الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ }

{ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى } يعني الثريا اذا غربت وغابت والعرب تسمي الثريا نجماً وفي الحديث " ما طلع النجم وفي الأرض شيء من العاهات إلا رفع " يعني الثريا ويقولون اذا طلع النجم عشاء ابتغى الراعي كساء وهو علم بالغلبة عليها اذا أطلق وكذا قال ابن عباس وسفيان ومجاهد وقيل للجنس فالمراد النجوم وهويها وغروبها او غيوبها أو وقوعها على مسترق السمع قال بعضهم قال الجمهور هويا غروبها وقال ابن عباس انقضاضها وقيل طلوعها وقيل انتثارها يوم القيامة وممن قال بان النجم الجنس الحسن وقيل المراد نجم القرآن أي القطعة النازلة منه لأنه نزل نجوماً، وقيل القرآن لنزوله نجوماً، والهوي النزول، ونسب لابن عباس " روي أن عتبة بن ابي لهب زوج بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد الخروج إلى الشام فقال لأتين محمداً فلأوذينه فأتاه فقال يا محمد أنا كافر بالنجم إذا هوى وبالذي دنا فتدلى ثم تفل في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد عليه بنته وطلقها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم سلط عليه من كلابك " وكان أبو طالب حاضرا فاشتد حزنه وامسك عن الكلام ثم قال ما كان اغناك يا ابن اخي عن هذه الدعوة فرجع إلى ابيه فاخبره ثم خرج إلى الشام فنزلوا منزلا فاشرف عليهم راهب من الدير فقال لهم ان هذه ارض مسبعة فقال ابو لهب لاصحابه اغيثونا يا معشر قريش هذه الليلة فاني اخاف على ابني دعوة محمد فجمعوا جمالهم واناخوهم حولهم واحدقوا بعتبة فجاء الاسد لتشمم وجوههم حتى ضرب عتبة فقتله قال حسان
من يرجع العام إلى اهله فما اكيل السبع بالراجع   
وقيل النجم الوحي ونسب لابن عباس ايضا وقيل النجم محمد صلى الله عليه وسلم وهويه نزوله ليلة المعراج من السماء بروحه وقيل بجسده ولا باس به سوى قولهم رأى ربه فمنكر عظيم وقيل النبات لذي لا ساق له وهويه سقوطه اذا يبس على الارض وارتفاعه ونموه قال ابو البقاء ناصب اذا فعل القسم المحذوف وهذا منه اخراج { إذا } عن الشرط وإلا لم يعمل ما قبلها فيها إلا ان اراد فعل القسم المقدر بعدها جوابا لها للدلول عليه بالقسم قبلها والتحقيق خروجها عن الشرط. وقد نص ابن هشام على انها خارجة بعد القسم نحو والليل اذا يغشى والنجم اذا هوى قال ولو كانت شرطية كان ما قبلها جوابا فى المعنى واقسمت لا يكون جواباً لانه انشاء لا يقبل التعليق لان الانشاء ايقاع والمعلق يحتمل الوقوع وعد منه وان قدرنا فعل القسم بعدها جوابا خبريا لم يدل عليه الانشائي المقدر سابقا لتباين حقيقة الاخبار والانشاء واما ان جاء فوالله لاكرمه فالجواب في الحقيقة فعل الاكرام والقسم انما جاء تأكيد وفعل الاكرام هو المسبب عن الشرط وجواب النجم هنا ماض مستمر الانتفاء فلا يتسبب عن المستقبل وهو فعل الشرط والحق عندي ان الطلب لا يمتنع العليق معه وإنما يمتنع مع الانشاء الذي هو كفعل القسم والاستفهام فلا يرد عليه وقوع الجواب طلبا في القرآن وغره كثيرا.