الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتَرَىٰ كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ ٱلسُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

{ وَتَرَى كَثِيراً مِنْهُم } من اليهود، أو من المنافقين، أو منهم جميعاً. { يُسَارِعُونَ فِى الإِثمِ } أى فى الذنب المتعلق بهم مما ليس فيه ظلم لغيرهم. { وَالعُدْوَانِ } الذنب الذى هو ظلم لغيرهم، كالغيبة والتكذيب والطعن والبهت، وهذا ولو كان فيه التخصيص المحتاج لمخصص، لكن لفظ العدوان أنسب بذلك، فهو كالدليل، والعدوان ولو كان يصح اطلاقه على مطلق الذنب الكبير كن ذكر الاثم قبله يدعو الى الفرق بينهما فيقال كما قلت، أو يفسر الاثم بالذنب المغيب، والعدوان بالكبيرة، والمجاوزة الحد فى المعاصى، أو يفسر الاثم بالكذب، والعدوان بما ذكر، وتخصيص الاثم بالكذب خلاف الأصل الا أنه يدل له قوله عن قولهم الاثم حيث سلط القول على الاثم، فهو قول والكذب قول، قالوا آمنا وليسو مؤمنين. وقيل الاثم ما كتموا من التوراة، والعدوان ما زادوا فيها والرؤية علمية أو بصرية فانها تصح، ولو فيما لا يرى اذا رويت علامته، وكذلك تصح العلمية فيما يرى، لأنه يدركه القلب بادراك البصر. { وَأَكْلِهِمُ السُّحتَ }المال الحرام كمال الرشا، خصه بالذكر للمبالغة فى تحريمه. { لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُوْن } ما فاعل أو تميز، والفاعل مستتر مفسر بما، وهى على كل حال نكرة موصوفة بالجملة بعدها هذا أولى من جعلها موصولة، والمخصوص بالذم محذوف أى ما ذكر من المسارعة فى الاثم والعدوان وأكلهم السحت.