الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا } بفسق أو شرك وماتوا على الكفر. { لَو أَنَّ لَهُم مَّا فِى الأَرضِ جَمِيعًا } من الأموال أى لو ثبت أن لهم ما فى الأرض جميعاً، وقيل المصدر مبتدأ بلا خبر، وجميعاً حال من الضمير فى المستتر لهم أو فى قوله { فِى الأَرضِ } وأجاز بعض أن يكون حالا من ما وبعض أن يكون توكيداً. { وَمِثْلَهُ مَعَهُ } مثله معطوف على ما، وخبره محذوف تقديره ومثله معه لهم عطفاً على معمولى عاملين، ومعه متعلق بمحذوف نعث لمثله، لأن مثل لا تتعرف بالاضافة، وليس فى له المذكور فى الآية ضمير مثل مستكناً، ويجوز أن يكون معه متعلقاً بمحذوف حالا من المستكن فى لهم المحذوف، وان عطفت مثله على ما بلا تقدير خبر كان فى لهم ضمير مستتر يستكن فيه ضمير واحد له، وأما فعلى الحالية يكون مع حالا حصة مثل فى ذلك الضمير، وجميعاً حالا من حصة ما فيه. { لِيَفْتَدُوا بِهِ مِن عَذّابِ يَومِ القِيَامةِ } اللام متعلق بثبت فى قوله { لَو أَنَّ لَهُم } أى لو ثبت لهم للفداء بأن أعطاهم اياه ليتعاطوا به الفداء، وكان الفداء يتقبل أو ساوى ما يفتدون منه. { مَا تُقُبِلَ مِنهُم } لقلته وعدم مساواته ما ترتب عليهم من عذاب يوم القيامة، وجملة ما تقبل منهم جواب لو، ولو وشرطها وجوابها خبران، وأفرد الضمير فى تقبل، وفى به مع تقدم شيئين ما فى الأرض، ومثله لتأويل المذكور، ويضعف أن يقال أفرد لأن الواو فى قوله { وَمِثْلَهُ } للمعية، لأن واو المعية يتكرر معها لفظ معه فيتكلف له أن قوله { مَعَهُ } حال مؤكدة لا لعاملها ولا لصاحبها الا ان قلنا ناصب المفعول معه الواو، فتكون مؤكدة لعملها وهو الواو، لكن كون الناصب الواو ضعيف، قد كان الكلام فى غنى عن ذلك التكلف. { وَلَهُم عَذّابٌ أَلِيمٌ } عذاب النار لفقد ما يتخلصون به عنه، اذ لا يعادله ما فى الأرض ومثله، فهو لازم لهم، قال أنس " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له أرأيت لو كان لك مثل الأرض ذهباً أكنت تفتدى به فيقول نعم فيقال له لقد كنت سئلت أيسر من ذلك أن لا تشرك بى ".