الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ ٱللَّهِ وَلاَ ٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ وَلاَ ٱلْهَدْيَ وَلاَ ٱلْقَلاۤئِدَ وَلاۤ آمِّينَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَٱصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْبرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }

{ يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَآئِرَ اللهِ } لا تجعلوها كالشىء الذى يجوز تركه، ويحل الاعراض عنه، حتى انه غير طاعة، أى لا تبطلوها بالنهى عنها، أو تركها، أو جعل ما نهيتم عنه كأنه قيل لا تزيلوا حرمتها، والمفرد شعيرة فعيلة بمعنى فاعلة، أى مشعرة بكسر العين، أى دالة على الله، أو بمعنى مفعولة مجعولة شعيرة، أى دالة يقال أشعره الشىء فهو مشعر بفتح مشعر بفتح العين، أى مجهول دالا وهى دين الله عز وجل، فشملت الحج وغيره من التكاليف والطاعات غير الواجبة، أى لا تتركوا شيئا مما فرض الله أو ندب اليه، وذلك تفسير الحسن وعطاء بن رباح. وقيل شعائر الله فرائضه، وقيل أعمال الحج ومواضعه كالميقات والبيت ومنى وعرفات وجمع، وذلك مشعر بالله، وهو أيضا علامات الحج، وهو قول ابن عباس. قيل كان المشركون يحجون ويسوقون الهدى، وأراد المسلمون أن يغيروا على هديهم ومالهم، فنهاهم الله عن ذلك بهذه الآية، ونزلت فى ذلك. وقيل " نزلت فى الحطم، واسمه شريح بن هند بن ضبيعة البكرى، أتى المدينة وحده، وخلف خيله خارج المدينة، فقال للنبى صلى الله عليه وسلم الى مَ تدعون الناس؟ فقال " الى شهادة أن لا اله الا الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة " فقال حسن الا أن لى قوما لا أقطع أمرا دونهم، ولعلى أسلم وآتى بهم، فخرج وقيل قال لأن قبلوا كنت معهم، وان أبوا كنت معهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه " يدخل عليكم رجل من ربيعة يتكلم بلسان شيطان " ولما خرج شريح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لقد دخل بوجه كافر وخرج بقفا غادر وما الرجل بمسلم " فمر بسرح من سرح المدينة فساقه وانطلق به مرتجزا يقول *قد لفها بالليل سواق حطم * ليس براعى ابل ولا غنم* *ولا بجزار على ظهر وضم * باتوا نياما وابن هند لم ينم *بات يقاسيها غلام كالزلم * خدلج الساقين ممسوح القدم* فتبعوه ولم يدركوه، ولما كان فى العام القابل خرج حاجا مع حجاج بكر بن وائل من اليمامة، ومعه تجارة عظيمة، وقد قلد الهدى وهو ما أخذ من سرح المدينة، وذلك عام تمام قصة العمرة التى أحصروا عنها فى الحديبية، فقال المسلمون يا رسول الله هذا الحطم قد خرج حاجا معتمرا فخل بيننا وبينه، فقال النبى صلى الله عليه وسلم " انه قد قلد الهدى " فقال يا رسول الله هذا شىء كنا نفعله فى الجاهلية، فأبى النبى صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله { يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَآئِرَ اللهِ } ".

السابقالتالي
2 3 4 5