الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ ٱثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ ٱللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ ٱلصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ ٱلزَّكَاةَ وَآمَنتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ }

{ وَلَقَد أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ بَنى إِسرَائِيلَ } أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئاً، ولا يخرجوا عن حكم التوراة. { وَبَعَثنَا مِنهُمُ } هذا الكلم، انتقل الكلام اليه عن لفظ الغيبة فى { ولقد أخذ الله } منهم متعلق ببعثنا، والمحذوف حال من اثنى عشر بعده على الأول للإبتداء، وعلى الثانى للتبعيض. { أثنَى عَشَرَ نَقِيبًا } مع موسى عليه السلام، النقيب من يبحث عن حال قوم، أو يقوم عليهم ولا يهملهم يقال نقب عن الشىء بحث عنه، وعن ابن عباس النقيب الضمين. وقال قتادة الشهيد على قومه، وقيل الأمين الكفيل وهو قريب من قول ابن عباس، لأن من شأن الضمين أن يكون أميناً. قال قتادة هؤلاء النقباء كبار كل سبط تكفل كل واحد بسبطه أن يؤمنوا، ويلتزم التقوى من سبط روبيل، سائل بن بكر، ومن سبط شمعون ساباط بن حراماً، ومن سبط يهوذا كالب بن يوقنا ختن موسى على أخته مريم، ومن سبط جاد، حايل بن يوسف، ومن سبط زيالون حدى بن سور، ومن سبط أشر سافوز بن ملكيك، ومن سبط تقيالى حى بن وغشر، ومن سبط دارين حملا يل بن حمل، ومن سبط لاوى حولا بن مليكا، ومن سبط بن يامين فلطم بن دقفون، ومن سبط يوسف من ولده ابراهيم يوشع بن نون، ومن سبط ابنه الآخر المسمى منشا رجل أبوه موسى غير موسى بن عمران. أخذ الله عز وجل الميثاق على بنى اسرائيل أن يطيعوا النقباء، وعد الله تعالى موسى وقومه أن يورثه وقومه الأرض المقدسة، وهى الشام، وكان يسكنها الكنعانيون الحبارون العمالقة، ولد عمليق بن لاوى بن سام ابن نوح عليه السلام، وقال يا موسى انى كتبتها لكم داراً وقراراً، فأخرج اليهم وجاهدهم، وانى ناصركم اليهم، فخذ من قومك اثنى عشر نقيبا، فأخذ، وأمرهم أن لا يذكروا لقومهم ما يرون، وخرجوا فالتقوا بعوج بن عناق على رأسه حزمة حطب، فأخذ الاثنى عشر فجعلهم فى حزمته، وقيل فى كمه قد انطلق بهم الى امرأته وقال انظرى الى هؤلاء الذين يزعمون أنهم يريدون قتالنا وطرحهم بين يديها، وقال ألا أطحنهم برجلى؟ فقالت له امرأته لا بل خل عنهم حتى يخبروا قومهم بما رأوا، وقيل جعلهم فى كمه ومضى بهم الى الملك، وقال له دعهم يخبروا قومهم بما رأوا فتركهم، فجعلوا يتعرفون أحوالهم وكان لا يحمل عنقود عنبهم الا خمسة أنفس فى عمود، ويدخل فى قشر الرمانة خمسة أنفس أو أربعة. روى عن ابن عمر كان طول عوج بن عناق ثلاثة وعشرين ألف ذراع، وثلاثمائة وثلاثين ذراعاً وثلاث ذراع بالمالكى، وكان رأسه تحت السحاب، قلت ولعل هذا فى السحاب العالى جداً، وقد روى أنه يكون السحاب له حيث يتحزم الانسان ويشرب من السحاب، ويتناول الحوت من قعر البحر ويشويه لعين الشمس ويأكله.

السابقالتالي
2 3 4