الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ذٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يَأْتُواْ بِٱلشَّهَادَةِ عَلَىٰ وَجْهِهَآ أَوْ يَخَافُوۤاْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَٱتَّقُوا ٱللَّهَ وَٱسْمَعُواْ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ }

{ ذّلِكَ } الحكم المذكور كله، أو تحليف الشاهد. { أّدْنَى أَن يَأتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا } أقرب الى الاتيان بها صحيحة. { أو يَخَافُوا } أى الأوصياء أو الشهود. { أَن تُرَدَّ أَيْمَانُ } الى أولياء الميت، ويحلفوا على ما يخالف شهادتهم كما قال. { بَعْدَ أَيْمَاهِهِم } بأن يحلف الوصيان أو الشاهدان، فترد اليمين الى الورثة فيحلفوا بما يخالفهما فيفتضحا، ويغرما، وذلك الرد لخيانة لاحت فيكون ذلك أدعى لها الى أن لا يحلفا ويغرما بلا فضيحة الكذب اليمين الفاجرة، وانما جمع الضمير فى يأتوا ويخافوا، وأيمانهم ولم يثنيه لأنه أريد جنس اللذين شهدا، أو جنس اللذين أوصى اليهما. { وَاتَقُوا اللهَ } فى جميع ما يجب تركه ككتم الشهادة وتحريفها، والكذب واليمين على الكذب. { وَاسْمَعُوا } جميع ما كلفكم به كحفظ الأمانة والصدق سمع قبول. { واللهُ لا يَهْدِى القَوْمَ الفَاسِقِينَ } من سبقت له الشقاوة، فاحذروا أسباب الشقاوة كخيانة الأمانة والكذب، وكتم الشهادة، ومعنى لا يهديهم لا يوفقهم الى ما يكون لهم حجة عند الله، وطريقاً للجنة، وهو أداء الفرض واجتناب الكبائر، أو لا يهديهم يوم القيامة سبيلا يدخلون منه الجنة، وانما يمد ممشاهم الى النار، وعلى هذا الوجه يتعلق قوله { يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ }