الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ }

{ قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ } أى سأل جوابها أى جواب أشياء تسوء ان أبديت لا بد من أبدائها ان سئل عنها شبه واقعتكم، والكل شمله بعض أشياء ان تبد لكم الخ، أو يقدر قد سأل جواب مثلها، والمراد بالسؤال الطلب كما يسأل الجائع الطعام، كذا ظهر لى، والحمد لله رأيته لا الاستفهام كما فى لا تسألوا، ويجوز أن يراد هنا أيضا الاستفهام فيقدر عن أى قد سأل عن مثلها، ويجوز أن يكون ضمير النصب عائداً الى المسألة المدلول عليها بلا تسألوا فهو مفعول مطلق، أى سألوا مثل مسألتكم أو حقيقة المسألة، ومن قبلكم متعلق بسأل أو بمحذوف نعت لقوم، لأن النعت باسم الزمان هنا للجثة مفيد، لأن سؤال القوم المخبر عنه فى الجملة يحتمل أن يكون قد مضى، وأن يكون يأتى، وأن يكون حاضراً فأفاد النعت أنه مضى، وكذا لو أخبر بأنه حاضر أو آت فى معرض هذا الاحتمال لأفاد بخلاف ماذا لم يفرض الاحتمال فلا يجوز النعت باسم الزمان. ومثاله فى الاخبار زيد اليوم لأنك علمت أن زيداً موجود فلم يخل عنه زمان الاخبار، فلم يفد الاخبار عنه بأزمان، وليس كما قيل لا يخبر بالزمان مطلقاً عن الجثة، وحكم الخبر والنعت والحال والصلة فى ذلك واحد. { ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا } صاروا بها أى بسببها. { كَافرِينَ } اذ لم يرضوا بها، أو لم يعملوا بها، أو ردوها ونكروها كما سأل قوم صالح الناقة، فخرجت لهم، وكفروا وعقروها، وكما سأل قوم عيسى المائدة فنزلت فكفروا، أو كما سأل قوم موسى الرؤية فأخذتهم الصاعقة، وكما تطلب الأقوام أنبياءهم الشدة فى الدين فلم يفوا بها.