الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ ٱلْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا ٱللَّهُ عَنْهَا وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ }

{ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَآءَ إِن تَبْدَ لَكُمْ تَسُؤكُمْ } لا تسألوا رسولكم عن أشياء ان يظهرها الله لكم تضركم بما فيها من المشقة، وجملة الشرط والجواب نعت لأشياء، وعطف على هذا النعت نعتاً آخر بقوله { وَاِن تَسْألُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ القُرْآنُ } وهو زمان بقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم. { تُبْدَ لَكُمْ } لأنه لا تسألوه شيئاً الا أوحى الله فيه اليه صلى الله عليه وسلم، فيتعلق عليكم حكمها كأنه قيل لا تسألوا عن أشياء ضارة لكم ان أبديت مظهرة، ولا بد ان سألتهم عنها، ونعت أشياء بنعت ثان بلا عطف وهو قوله { عَفَا اللهُ عَنْهَا } أى لم يذكرها الله بالتحريم أو التشديد فيكون سؤالكم سبباً للتحريم أو التشديد، قال أبو عمرو عثمان بن خليفة رحمه الله قوله { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَآءَ إِن تَبْدَ لَكُمْ تَسُؤكُمْ } الآية ذكر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بالناس الظهر ذات يوم فقال " اسألونى عما شئتم، ولا يسألنى اليوم أحد منكم عن شىء الا أجبته " فقال الأقرع بن حابس الحج واجب علينا فى كل عام؟ فغضب عليه الصلاة والسلام حتى احمرت وجنتاه فقال " لو قلت نعم لوجبت، ولو وجبت لم تفعلوا، ولو لم تفعلوا اذن لكفرتم، ولكن اذا أمرتكم بشىء فأتوا منه ما استطعتم، واذا نهيتكم عن شىء فانتهوا " فنزلت هذا الآية. وقيل " انها نزلت بسبب رجل جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أين مكان أبيك فى النار؟ فقال " بحذاء مكانك فى النار " ، فقال من أبى يا رسول الله؟ فقال " أبوك حذافة بن قيس " وهو غير المنسوب اليه وقيل " بسبب رجل جاءه فقال له ما تلد ناقتى يا رسول الله فألح عليه، فقال " منك تلد زيادة ". وقيل هذه الأجوبة كلها فى مكان واحد، فلما رأى عمر الجواب قد اشتد فخاف فقام وقال رضيت بالله رباً وبالاسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً، وأعوذ به من سوء عاقبة الأمور. فسكت الناس، ورسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل انما سأل الرجل عن مكانه فقال فى النار انتهى. ويؤخذ من قوله اذن لكفرتم أن ترك الفريضة يسمى كفراً، وقيل فى الذى قال له أين مكان أبيك فى النار أنه أراد معيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والظاهر أن الذى قال ما تلد ناقتى خاف أن تلد انسانا، ولعله أيضا يشبهه، وذلك لأنه قد نكحها كما أخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله منك تلد، فكان لسانه ساعياً عليه.

السابقالتالي
2 3 4