الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ أُوْلَـۤئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ }

{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا } بالله أو بشىء مما يجب الايمان به. { وَكَذَّبُوا بآيَاتِنَا } بما جاءت به الرسل من كلام الله، أو من المعجزات. { أُولئِكَ أَصحَابُ الجَحِيمِ } يذكر الله فى القرآن وعيد الكفار بعد ذكر وعد المؤمنين وبالعكس، لأن هذا من أحب شىء الى الانسان ذكر ما يضر عدوه مطلقاً، ولا سيما مع ذكر ما يتلذذ به هو مما ليس لعدوه، فلو لم يكن للمؤمنين الجنة ولا النار، لكن فى اثبات النار لعدوهم لذة عظيمة، فكيف ولهم الجنة، ولو لم يكن لهم الجنة لكن للكفار النار، وقد عادوا المؤمنين لكان تحسر عظيم عن الكفار، اذ لزمهم ما نجى منه عدوهم وهم المؤمنون فكيف وللمؤمنين مع ذلك الجنة، ولو لم يكن للكفار النار لكن للمؤمنين الجنة، لكان لهم تحسر عظيم اذ نال عدوهم المؤمنون الجنة دونهم، فلا يخفى اذا ما فى اتباع كل من الوعد والوعيد بالآخر من تغييظ الكفار والزجر عن الكفر، وتلذيذ المؤمنين وترغيبهم فى الايمان، وترغيب غيرهم والدعاء اليه.