الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيُعَذِّبَ ٱلْمُنَافِقِينَ وَٱلْمُنَافِقَاتِ وَٱلْمُشْرِكِينَ وَٱلْمُشْرِكَاتِ ٱلظَّآنِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً }

{ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ } الموحدين أهل الكبائر* { وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ } يعذب معطوف على يدخل وان جعلنا ليدخل بدلا من ليزدادوا فيعذب معطوف على يزدادوا قيل المراد المنافقون والمنافقات من أهل المدينة والمشركين من أهل مكة وقدم المنافقين والمنافقات لأن شرهم أعظم لأنه لا يحترز عنه ولا يجاهدونه* { الظَّآنِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ } أن لا ينصر نبيه ومن معه ويردهم الى مكة والسوء مصدر بمعنى الرداءة وهو مراد وقيل بمعنى اسم الفاعل أي الأمر السوء ومثله السوء بضم السين وهما لغتان والفتح قراءة غير ابن كثير وابي عمرو وغالب المفتوح ان يضا الى ما يراد ذمه والمضموم جار مجرى الشر ضد الخير وقيل ظن المنافقين ما ذكر وظن المشركين أن لا بعث ولا ثواب ولا عقاب وقيل المنافقون والمشركون يصفون الله بغير صفاته* { عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ } بالضم والفتح كما رأى دائرة العذاب والهلاك أي القطعة من العذاب* وقيل الدائرة مصدر والسوء عبارة عن رداءة الشيء وفساده والصدق عن جودته وصلاحه فقيل في المرضى فعل صدق وفي المسخوط فعل سوء والدائرة دائرة سوء عندهم لأنهم يسخطونها ودائرة صدق عند المؤمنين وأضيف الظن للسوء بالضم لأنه مذموم والدائرة ولو محمودة عند المؤمنين مسخوطة عند الكافرين فصح الفتح وكان على الغالب وانما قيل للاقدار والحوادث دائرة لدورانها بدوران الزمان* { وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ } زيادة في الهلاك والعذاب كما أن رضاه زيادة رحمة للسعيد* { وَلَعَنَهُمْ } أبعدهم عن رحمته* { وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ } هيأها لهم ودائرة السوء والغضب واللعن في الآخرة والاعداد في الآخرة، والأصل عطف لعن واعد بالفاء لأن اللعن سبب الاعداد والغضب سبب اللعن ولكن عطف بالواو لاستغلال الكل في الوعيد بلا اعتبار السببية { وَسَآءَتْ } جهنم* { مَصِيراً } أي مرجعا