الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَآئِهِمْ غَافِلُونَ }

{ وَمَنْ } استفهام انكاري أي لا أحد* { أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُواْ } أي من المشركين الذين يعبدون* { مِن دُونِ اللهِ } السميع المجيب القادر على تحصيل البغية الخبير* { مِن } مفعول يدعو* { لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ } أي الاصنام التى لا تستجيب لهم لعدم سماعها ولو سمعت لم تستجب لهم فضلاً عن ان تعلم سرهم وتراعي مصلحتهم فليست تحثهم الى ما يسألونها اياه* { إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ } أي لا تستجيب لهم في الدنيا التى يتوهمون انها تجيب فيها أما يوم القيامة فلا شك في عدم الاجابة بل تلعنهم* { وَهُمْ } أي ما يدعون وهو الاصنام* { عَن دُعَآئِهِمْ } متعلق بما بعده والضمير للعابدين العابدين للاصنام* { غَافِلُونَ } أي على هيئة من يمكن منه عدم الغفلة وغفل والا فالاصنام لا عقل لها فضلاً عن أن تغفل وأطلق من الموضوعة للعاقل وهم الغفلة وعدم الاستجابة تهكماً بها وبعبادها وكانوا يصفونها بالتمييز جهلاً وغباوة وقرئ ما لا يستجيب وقرئ يدعو غير الله من لا يستجيب فمن بدل غير وأجاز بعضهم رجوع قوله وهم الى عبادها ويجوز أن يراد بمن لا يستجيب أولو العلم المعبودون كعيسى وغيرهم كالاصنام فالتعبير بمن وهم وعدم الاستجابة وبالغفلة للتغليب كما وقع التعميم في قراءة ما ومعنى رجوعهم الاول الى عباد ما ذكر انهم لم يضعوا عبادتهم موضعها ويجوز عود الثانى للاصنام وما معهم فتكون الاضافة اضافة مصدر لمفعوله