الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱئْتُواْ بِآبَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }

{ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا } آيات القرآن* { بَيِّنَاتٍ } حال من آياتنا أي واضحات الدلالة على ما يخالف اعتقادهم قيل أو مبينات له وجواب اذا محذوف أي عمدوا الى الحجج الباطلة. قاله ابن هشام. { مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلآَّ أَن قَالُواْ ائْتُواْ بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } لعدم قرنه بالفاء مع وجود ما النافية وقال الرضي يجوز خلو جواب اذا من الفاء لعدم عراقتها في الشرطية وقال بعض بحذف الفاء ورد بأن حذفها يختص بالضرورة على الصحيح وقيل جوابها قسم محذوف وجوابه الذي هو قوله { مَّا كَانَ } الخ أي فوالله ما كان وقيل يقدر قيل اذا وما بعدها جوابه والمجموع دليل جوابها فاذا علقت بجوابها لم يرد انما العدد لها باتفاق كما قيل فان فيها خلافاً ولانه لا صدر لما وقع في جواب اذا عند من يعلقها به. وقال ابن الحاجب خارجة عن الشرط متعلقة بكان ولا جواب لها وحجتهم بالنصب خبر كان وان قالوا اسمها وقرئ برفع حجة على انه الاسم وان قالوا خبرها وهو لغير السبعة وهو ضعيف لأن ان وان المقدرتين بمصدر معرف يحكم لهما بحكم الضمير لانه لا يوصف ذلك المصدر كما لا يوصف الضمير والاخبار بالضمير عما دونه في التعريف ضعيف. قاله ابن هشام ورد بأن كونه لا يوصف لا يقتضي تنزيله منزلة الضمير والمقدرتان بمصدر منكر كذلك ينزل مصدرهما منزلة الضمير نحو أعجبني أن قام رجل والمقدر بمصدر مضاف لمعرفة غير ضمير كذلك وحرف المصدر غير ان وان مثلها وسمي قولهم حجة لانهم احتجوا به كما يحتج بالقول الصحيح أو تهكماً أو لهما معاً أو لكونه حجة في زعمهم. قال الزمخشرى أو لانه في أسلوب قولهم تحية بينهم ضرب وجيع كأنه قيل ما كان حجتهم الا ما ليس بحجة والمراد نفي أن يكون لهم حجة البتة وقوله كأنه الخ غير مختص بالاحتمال الآخر فافهم والمراد بالصدق الصدق في البعث وحجتهم داحضة لانه لا يلزم من عدم اتيان النبى ومن معه بالآباء في الدنيا عدم البعث مطلقاً ادعوا ان ذلك حجة مبكتة فأجاب الله بقوله* { قُلِ اللهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ }