الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ }

{ أَهُمْ } أي كفار مكة { خَيْرٌ } أي أشد قوة ومنعة والهمزة للانكار* { أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ } بالاضافة وتبع مؤمن دون قومه ولذلك ذمهم الله دونه وهو نبي أو رجل صالح اذا كتب قال بسم الله الذي ملك براً وبحراً. وفي الحديث " لا تسبوا تبعاً فانه أسلم " وأما ما روي فإني لا أدري أكافر أم مسلم فهو قبل أن يعلم بأنه مؤمن وعن ابن عباس انه نبي ونظر الى قبرين بناحية حمير فقال هذا قبر رضوى وقبر حبّى ابني تبع لا يشركان بالله شيئاً. وقال الزجاج حفر قبر بصنعاء في الاسلام ووجدت فيه امرأتان صحيحتان عند رأسيهما لوح من فضة مكتوب فيه بالذهب هذا قبر حيا ولميس ويروى قبر حبَّى وتماضر بنتا تبع ماتتا وهما تشهدان أن لا اله الا الله ولا تشركان به شيئاً وعلى ذلك مات الصالحون قبلهما وتبع هذا من حمير من ملوك اليمن ويسمى ملكهم تبعاً لانه يتبع الذي قبله وقيل لكثرة أتباعه كما يسمى الملك في الاسلام خليفة ويقال للظل تبع لانه يتبع الشمس وكان تبع هذا هو الذي كسا البيت أولاً وسار بالجيوش وبنى الحيرة وسمرقند وقيل هدمهما قيل وكان يعبد النار ثم أسلم ودعا قومه للاسلام فكذبوه وهذا لا يصح على انه نبي. وعن ابن اسحاق والسهيلي من علماء سهيل بلدة بالأندلس لا يرى سهيل بالاندلس الا من جبل مشرف عليها كان تبع الآخر هو أبو كرب أسعد بن ملكيكرب، سار للمشرق على المدينة وخلف فيها ابنا له فقتل غيلة ولما رجع اليها في طريقه عزم على خرابها واستئصال أهلها فخرج سلف الانصار يقاتلونه نهاراً ويضيفونه ليلاً فأعجبه ذلك وقال انهم لكرام وجاءه حبران من قريظة ابني عم كعب وأسد وقالا لا تفعل والا حيل بينك وبين ما تريد ولم تأمن عقوبتك عاجلاً فانها مهاجر نبى من قريش يولد بمكة اسمه محمد وقيل قالا اسمه أحمد ومنها يكون قتاله قال من يقاتله وهو نبي قالا قومه يسيرون اليه فيقاتلونه هنا فانتهى فدعواه الى دينهما فاتبعهما وأكرمهما وانصرف وخرج بهما ونفر من يهود الى اليمن وقال شعراً وأودعه عند أهل المدينة في كتاب يتوارثونه كابراً عن كابر الى أن هاجر النبى صلى الله عليه وسلم فأدوه اليه وقيل ان الكتاب والشعر عند أبى أيوب الانصارى*
شهدت على أحمد انه رسول من الله باري النسم فلو مد عمرى الى عمره لكنت وزيراً له وابن عم   
فأتاه في الطريق نفر من هذيل وقالوا ندلك على بيت فيه كنز من لؤلؤ وزبرجد وفضة قال أي بيت هذا قالوا بمكة فذكر الملك ذلك للحبرين فقالا هو بيت الله بل اتخذه مسجداً وأنسك عنده وانحر واحلق وما أرادوا الا هلاكك لعلمهم انه لا يقصده أحد بسوء الا هلك فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم وصلبهم ولما بلغ مكة كسا البيت الحبرات وهى برد تصنع باليمن ونحر بالشعب ستة آلاف بدنة وأقام بها ستة أيام وطاف وحلق ولما دنا من اليمن قالت حمير لا تدخل علينا وقد فارقت ديننا ودعاهم لدينه وقال خير من دينكم فحاكموه للنار في أسفل جبل تأكل الظالم فأجاب للمحاكمة وقال أنصفتم فخرجوا بأوثانهم وقربانهم وخرج الحبران والمصاحف في أعناقهما فأقبلت فأكلت الأوثان والقربان وحامليها وخرج الحبران بمصاحفهما يتلوان التوارة تعرق جباههم لم تضرهما ودخلت وذلك في فم مسكنها فأمنت حمير ومن ذلك كان أصل اليهودية في اليمن.

السابقالتالي
2