الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ }

{ الأَخِلآَّءُ } جمع خليل أو خل أي الاحباء على المعصية* { يَوْمَئِذٍ } يوم اذ تأتيهم الساعة بغتة وهو متعلق بعدو* { بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } لبعض حال من عدو ومتعلق به يتعادون لظهور بطلان ما تخالوا عليه وظهور انه سبب العذاب والتخال في غير ذات الله ينقلب تعادياً وعن بعضهم انها نزلت في أبي بن خلف بن أبي معيط. قال أبو مدين دليل تخلطك صحبتك للمخلطين. قال ابن عطاء الله قل ما تصفو لك الطاعات وتسلم من المخالفات مع الدخول في الاسباب لاستلزامها لمعاشرة الاضداد ومخالطة أهل الغفلة والبعاد وأكثر ما يدخلك في الذنب رؤية المذنبين. وفي الحديث " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخاللـه " والنفس من شأنها التشبه بصفات من قارنها فصحبة الغافلين معينة على وجود الغفلة وفي الحكم الفارقية من ناسب شيئاً انجذب اليه وظهر وصفه عليه. قال مالك لا تصحب فاجراً لئلا تتعلم من فجوره. وعن ابن رشد لا تصحب الا من تقتدي به في دينه لان قرين السوء يردي قال الحكيم*
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن مقتدي   
وعن علي اذا مات أحد الخليلين الكافرين قال يا رب ان فلانا كان ينهاني عن طاعتك وطاعة رسولك ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير ويخبرني اني غير ملاقيك فاذا مات الآخر قال لهما ليثن كل منكما على صاحبه فيقول بئس الأخ بئس الخليل وبئس الصاحب* { إِلاَّ الْمُتَّقِينَ } ثناء منقطع أن أريد بالاخلاء غير المتقين وان أطلق لفظه عاماً على انه لم يرد الا غير المتقين وانه يستثنيهم فمتصل أي إلا المتصادقين في الله فان خلتهم تبقى وتزيد لرؤيتهم ان النفع دخل من بعضهم على بعض. وفي الحديث يقول الله " وجبت محبتي للمتحابين فيّ والمتبادلين فيّ والمتزاورين فيّ " وفي الحديث " المتحابون في الله على منابر من نور في ظل العرش يوم لا ظل الا ظله " وقيل هذا أيضاً من كلام الله. و " قيل يا رسول الله أي جلساؤنا خير؟ قال من ذكركم بالله رؤيته وزادكم في علمكم منطقه وذكر بالله عمله ". وعن أبي مدين دليل انقطاعك أي الى الله صحبتك للمنقطعين. وعن علي اذا مات أحد الخليلين المؤمنين قال يا رب ان فلاناً كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر ويخبرني اني ملاقيك يا رب فلا تضله بعدي واهده كما هديتني وأكرمه كما أكرمتني واذا مات الآخر جمعهما فقال ليثن كل منكما على صاحبه فيقول نعم الاخ نعم الخليل نعم الصاحب. وقيل المراد الا المجتنبين أخلاء السوء واذا بعث الناس فزعوا كلهم فيقول الله للمتقين* { يَا عِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلآَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ }