الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُوۤاْ ءَأَ ٰلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ }

{ وَقَالُواْ } ابن الزبعرى وغيره من قومك* { أَأَلِهَتُنَا خَيْرٌ } قرأ الكوفيون بتحقيق الهمزتين بعدهما ألف والباقون بتسهيل الثانية وبعدها ألف وقرئ باسقاط همزة الاستفهام لدلالة أم عليها* { أَمْ هُوَ } أي عيسى ليس عندك خير منه فاذا كان هو من حصب جهنم كان أمر آلهتنا هيناً فتنكر معه وآلهتنا الملائكة خير أم عيسى فاذا جاز أن يعد ويكون ابنا الله فالملائكة أولى من عيسى وعزير. وذلك قول ابن زيد والجمهور وعليه الكلبي وقال الحسن وقتادة الضمير لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويؤيده في مصحف أبيّ ومصحف ابن مسعود أم هذا اشارة لمحمد على انه يجوز أن تكون الاشارة لعيسى جعلوا كأنه حاضر والصحيح ان الضمير لعيسى وعلى انه لمحمد فكأنه قيل آلهتنا الملائكة خير أم محمد بل هي فلا نعبدها ونتركها وما أراد الا أن نعبده أو فضلوا أصنامهم عليه* { مَا ضَرَبُوهُ } أي عيسى ما ضربه مثلاً أو ما ضربوا المثل وهو عيسى* { إِلاَّ جَدَلاً } الا لأجل الجدال والغلبة في القول لا لطلب التمييز بين الحق والباطل فهو مفعول لأجله ويجوز كونه حالاً أي ذوي جدل أو مجادلين { بَلْ } للانتقال* { هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ } لك خصم بكسر الصاد صفة مبالغة من خاصم كضارب بالكسر أي شداد الخصومة متمادون فيها بغير الحق. وفي الحديث " ما ضل قوم بعد هدي كانوا عليه الا أوتوا الجدل ثم تلا ما ضربوه لك الى خصمون " وبيان عنادهم ومكابرة عقولهم انهم قد علموا ان المراد بما تعبدون الاصنام لا غير وكذا المراد بقوله صلى الله عليه وسلم نزلت فيكم وفي آلهتكم وفي الأمم وآلهتهم ومحال أن يريد الأنبياء والملائكة وثناء عليهم قرينة عدم ارادتهم وأيضاً قد علموا انما لغير العالم ولا تستعمل للعالم وحده أو مع غيره الا بقرينة وهو صلى الله عليه وسلم لم ينصبها لهم هي الا لغير العالم. وقد أجاب صلى الله عليه وسلم ابن الزبعري بقوله " ما أجهلك بلغة قومك " ما لغير العاقل ذكره الصبان فبان ان ذلك الجدال خداع لما رأى كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم محتملاً لفظه وجه العموم قابلاً لان يراد بها العاقل وغيره بقطع النظر عن عدم القرينة مع علمه بأن المراد الأصنام وجد للحيلة مساغاً فصرف معناه الى الشمول والاحاطة بكل معبود فقيل انه صلى الله عليه وسلم لم يجبه حتى أجاب عنه ربه بقولهان الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون } قيل عيسى وعزير والملائكة