الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يٰقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَـٰذِهِ ٱلأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِيۤ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ }

{ وَنَادَى فِرْعَونُ } أي أمر بالنداء* { فِي قَوْمِهِ } في مجامعهم بعد كشف العذاب لما كشف دعاءه موسى للتوحيد فأمر بالنداء افتخاراً ومخافة أن يؤمن بعضهم أو نادى هو بنفسه في جماعة عنده من عظماء القبط فينشر عنه نداء في الجموع فكأنه نادى فيها. { قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ } هو من بحر الاسكندرية الى أسوان بطول النيل* { وَهَذِهِ الأَنْهَارُ } الخلجان الكبار الخارجة من النيل وقيل أنهار النيل ومعظمها نهر الملك ونهر طولون ونهر دمياط ونهر تنيس وهي خلجان وعبارة بعضهم الانهار النيل كأنه أراد انه جامع الانهار تصب فيه أو فيه من الماء ما يكون في عيون كبار* { تَجْرِي مِن تِحْتِي } أي بأمري وقبضتي أضعها حيث شئت وقيل تجري بين يدي في جناني وبستاني وقيل تحت قصري وقيل تحت سريره لارتفاعه والياء مفتوحة عند نافع والبزي وأبي عمرو* { أَفَلاَ تُبْصِرُونَ } عظمتى وشدة ملكي عجباً كيف يدعي الربوبية من عظم مُلْك ملك مصر عنده وعجب الناس من غاية عظمته وأمر بالنداء في أسواقها وطرقَها لئلا يخفي ذلك عن صغير أو كبير. وهذا هارون الرشيد لما قرأ الآية قال لأولينها أحسن عبيدي فولاها الخطيب وكان على وضوئه لم ينتقض اذ صدق في قوله واعتقاده فيما وعد ووليها عبد الله بن طاهر أيضاً فخرج اليها ولما شارفها ووقع عليه بصره قال أهي القرية التى افتخر بها فرعون حتى قال { أليسَ لِي مُلكُ مِصْرَ } والله لهي أقل عندي من أن أدخلها فنثى عنانه عنها والواو عطفت هذه على ملك و تجري حال من هذه أو واو الحال وهذه مبتدأ وتجري خبره