الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلْنَا مِن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ }

{ وَسْأَل مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ } لم يرد حقيقة السؤال لانه لم يدرك الرسل والمراد البحث هل جاءت عبادة غير الرحمن في شريعة نبي من الانبياء وهو عالم بأنها لم تكن وكفاه كتاب الله بل آية منه وحقيقة ذلك الاستشهاد باجماع الرسل على التوحيد والدلالة على انه ليس ببدع وهو أقوى ما حملهم على التكذيب وهذا كما تسأل الشعراء الديار والرسوم والاطلال وكقول بعض سل الأرض من شق أنهارك وغرس شجرك وجنى ثمارك فانها ان لم تجبك جواباً أجابتك اعتباراً وكقولهم قال الجدار للوتد لم تشقنى فقال الوتد سل من يدقني. وروي عن ابن عباس لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم بعث له آدم وولده من المرسلين فأذن جبرائيل ثم أقام وقال يا محمد تقدم فصل بهم فلما صلى قال جبرائيل سل يا محمد من قبلك من أرسلنا الخ قال لا أسأل وقد اكتفيت وانه قد ثبت يقيناً من أن يسأل. هذا قول الزهري وابن زيد وسعيد بن جبير وذلك في السماء وقيل في بيت المقدس ليلة الاسراء وقال الجمهور اسأل أتباع من أرسلنا وجملة شرائعهم وعليه ابن عباس في أكثر الروايات عنه والكلبي ومجاهد وقتادة والضحاك والسدي والحسن ومقاتل ويقويه قراءة ابن مسعود وأبي واسأل الذين أرسلنا اليهم وادعى بعضهم ان المراد سل جبرائيل وعن الفراء وغيره ان أهل التوراة والانجيل يخبرونه عن كتب الرسل فاذا سألهم فكأنه سأل الرسل ولم يصدر سؤال منه لانه عالم. وعن العتبي الخطاب مواجهة له والمراد المشركون وقرئ وسل باسقاط همزة الوصل وفتح والسين نقلا من الهمزة بعدها